تم التوقيع على اتفاقيات في وزارة الزراعة والثروة السمكية وموارد المياه من شأنها أن تمهد الطريق لاستزراع الطحالب الدقيقة على نطاق تجاري كمواد أولية لإنتاج الوقود الحيوي في سلطنة عمان.
وستضيف هذه المبادرة إلى مجموعة من الموارد التي يطورها المستثمرون لدعم الإنتاج المستدام للوقود منخفض الكربون في البلاد.
إن زيت الطهي المستعمل (UCO)، ومخلفات الأسماك وأنواع أخرى من النفايات الحيوية، تعمل حاليًا كمواد أولية لقطاع إنتاج الوقود الحيوي الناشئ في سلطنة عمان، ومن المقرر أن تضيف الجاتروفا، والكاميلينا، والآن الطحالب الدقيقة، إلى قاعدة الموارد هذه.
ووفقًا للتفاصيل التي شاركتها الوزارة، فقد تعاونت ثلاث شركات معًا لدعم تطوير سلسلة من مزارع الطحالب الدقيقة في محافظات مختلفة في سلطنة عمان. وهي تتألف من شركة Net Zero Solutions (NTZ)، وشركة الثرمد للأعمال والخدمات، وشركة Green Gulf Industries. ويقدر إجمالي الاستثمار في المشروع بمبلغ 9 مليون ريال عماني.
يركز المشروع على نشر تكنولوجيا المفاعلات الحيوية الضوئية، وهي تكنولوجيا زراعية تتيح الاستخدام الصناعي لثاني أكسيد الكربون المتبقي والحرارة والمياه لإنتاج الطحالب الدقيقة.
وتشمل العناصر الأخرى للمشروع البيوت الخضراء المجهزة بالمفاعلات الحيوية الضوئية، ومرافق معالجة الطحالب، والمختبرات، وصوامع التخزين. ومن المتوقع أن يصل إنتاج الوقود الحيوي إلى 3700 طن سنويًا بكامل طاقته.
وفقًا لشريفة عيديد، رئيس ومؤسس الشركة العمانية الناشئة NTZ Solutions، فإن استخدام الطحالب الدقيقة سيضمن مصدرًا متجددًا للمواد الخام لإنتاج وقود الديزل الحيوي المستدام. بالإضافة إلى ذلك، ستدعم المبادرة أيضًا أهداف احتجاز الكربون واستخدامه.
“يعتبر إنتاج الطحالب الدقيقة أحد أكثر الأساليب فعالية لتثمين ثاني أكسيد الكربون، حيث يتم استخدام ثاني أكسيد الكربون في عملية الإنتاج. وقال عيديد في منشور له إن هذا يساهم بالفعل في الجهود المبذولة لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري.
وقالت إن استخدام تكنولوجيا المفاعلات الحيوية الضوئية سيمكن من زراعة الطحالب الدقيقة على نطاق تجاري، مع الحفاظ أيضًا على معايير الجودة وخفض استهلاك المياه. وأضافت أن الموقع الجغرافي للسلطنة وظروفها البيئية من العوامل المواتية لإنتاج الطحالب الدقيقة.
تكتسب شركة NTZ Solutions التي يقع مقرها في مسقط مكانة بارزة في مجال التكنولوجيا النظيفة سريع التوسع في سلطنة عمان. أنشأت الشركة أول مشروع للفحم الحيوي في البلاد، كما تستكشف حاليًا الفرص المتاحة في مجال احتجاز الكربون وإدارة النفايات والاقتصاد الدائري.
ووفقاً لمازن السعدي، الرئيس التنفيذي لشركة الثرمد للأعمال والخدمات، فإن إنتاج وقود الديزل الحيوي على نطاق تجاري من الطحالب الدقيقة يوفر “فرصة ممتازة لمساعدة الصناعات الأخرى في جهودها لإزالة الكربون”.
علاوة على ذلك، يمكن استخدام الكتلة الحيوية للنفايات المتبقية بعد إنتاج الوقود الحيوي لإنتاج البلاستيك الحيوي.
وأضاف لويجي مونفرديني، مدير تطوير الأعمال في شركة جرين جلف للصناعات: “من أجل تطوير المشروع، سنستخدم تقنية المفاعل الحيوي الضوئي الحاصلة على براءة اختراع، (و) الطحالب ذات المحتوى العالي من الزيت، مما يسمح لنا بزيادة إنتاج الوقود الحيوي إلى الحد الأقصى. وسيكون المصنع الأول من نوعه في الشرق الأوسط ليوفر مجالًا جديدًا تمامًا للوقود الحيوي.»
