إعادة تدوير الرصاص من البطاريات المهجورة لتصنيع خلايا بيروفسكايت الشمسية: ابتكار جديد في الأرجنتين
في ظل البحث المستمر عن حلول مستدامة وصديقة للبيئة، يبرز مشروع جديد في الأرجنتين يهدف إلى إعادة تدوير الرصاص من البطاريات المهجورة لاستخدامه في تصنيع خلايا البيروفسكايت الشمسية. يقود هذا المشروع فريق من الباحثين الأرجنتينيين والأوروغواييين من معهد أبحاث علوم المواد والتكنولوجيا (INTEMA) في مارديل بلاتا، تحت إشراف المجلس الوطني للبحوث العلمية والتقنية (CONICET) وجامعة مارديل بلاتا الوطنية.
تهدف الدراسة إلى تحقيق كفاءة تحويل طاقة للخلايا الشمسية المصنوعة من الرصاص المعاد تدويره تعادل تلك المصنوعة من المواد التجارية التقليدية. وأوضحت ماريانا بيرويت، مديرة المشروع الحاصلة على دكتوراه في علوم المواد والباحثة في INTEMA، أن الهدف من الدراسة هو إثبات أن البيروفسكايت المصنوع من الرصاص المعاد تدويره يمكن أن يصل إلى قيمة كفاءة تجعلها جذابة تجاريًا للشركات التي تتبنى هذه التكنولوجيا.
يضم فريق البحث محترفين من مدينتي تانديل ونيوكوين في الأرجنتين ومدينة مونتيفيديو في الأوروغواي. وأوضح الباحثون أنهم قد أحرزوا تقدمًا كبيرًا في درجة تنقية ملح الرصاص المستخرج من البطاريات المهملة، وأرسلوا بحثًا إلى مجلة دولية لتقييمه. ووفقًا للباحثين فإن النتائج الأولية واعدة جدًا.
تتضمن عملية إعادة التدوير تحويل الرصاص المستخرج من البطاريات المهملة إلى ملح الرصاص، ومن ثم تنقيته ودراسته في المختبر. يتم بعد ذلك معالجة البيروفسكايت ليحصل على بنية بلورية مختلفة، مما يجعله مناسبًا للاستخدام في الخلايا الشمسية.
يأتي هذا البحث في وقت يشهد فيه عدد كبير من بطاريات سيارات الاحتراق التقليدية اقتراب انتهاء صلاحيتها. تشير الإحصاءات إلى أن أسطول المركبات في الأرجنتين يتكون من أكثر من 14 مليون مركبة، حوالي 40٪ منها في مقاطعة بوينس آيرس. ومن المتوقع أنه في غضون 5 سنوات، سيتم استبدال بطارية كل سيارة من هذه المركبات بأخرى جديدة، مما يخلق حاجة ملحة لإيجاد طرق مستدامة لإدارة هذه النفايات.
يمثل هذا المشروع خطوة كبيرة نحو تحقيق الاستدامة البيئية من خلال إعادة تدوير الرصاص من البطاريات المهجورة لاستخدامه في تصنيع خلايا البيروفسكايت الشمسية. يفتح هذا الابتكار الباب أمام إمكانيات جديدة في مجال الطاقة المتجددة ويعزز من الجهود العالمية نحو تقليل النفايات وتحقيق الاستدامة البيئية.