المسح الجغرافي لمشروعات الطاقة المتجددة: خطوة طموحة نحو مستقبل الطاقة المستدامة في المملكة
تتجه المملكة العربية السعودية، وبوتيرة سريعة، نحو تحقيق طموحاتها الطاقوية المستدامة من خلال تطوير مشروعات الطاقة المتجددة ، والتي تأتي كجزء من رؤية 2030 الهادفة إلى تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية وتعزيز الاستفادة من الموارد الطبيعية المتجددة مثل الشمس والرياح. ومن هذا المنطلق، أعلنت وزارة الطاقة عن إطلاق المسح الجغرافي لمشروعات الطاقة المتجددة، والذي يمثل ركيزة أساسية لتحقيق مستهدفات مزيج الطاقة في المملكة.
يشمل هذا المسح تركيب شبكة واسعة من أجهزة القياس المتطورة لقياس الموارد الطبيعية للطاقة، والتي ستساعد في تحديد المواقع المُثلى لإقامة مشروعات الطاقة المتجددة. ويمتد نطاق المسح ليغطي مساحة ضخمة تبلغ 850 ألف كيلومتر مربع، ويشمل أكثر من 1200 محطة قياس موزعة في أنحاء المملكة. هذه الخطوة، والتي تعد الأولى من نوعها عالميًا، تعادل من حيث المساحة مساحات دول مثل بريطانيا وفرنسا مُجتمِعة، مما يعكس التزام المملكة بتحقيق أهدافها الطموحة في الطاقة المتجددة. يأتي هذا المسح كجزء من البرنامج الوطني للطاقة المتجددة، ويعتمد على أحدث التقنيات العالمية لضمان أعلى معايير الجودة.
ويشمل إنشاء منصة رقمية لمراقبة ورصد البيانات المتعلقة بالقياسات بشكل مستمر، بالإضافة إلى استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل تلك البيانات وتقييم المواقع بناءً على مناسبتها لإقامة المشروعات. إن هذه الخطوة الطموحة تدعم جهود المملكة في تعزيز موقعها الاستراتيجي لتصدير الطاقة المتجددة، وتؤكد التزامها بتقليل البصمة الكربونية وزيادة مساهمتها في مجالات الطاقة النظيفة على المستوى العالمي.
من خلال هذا المشروع، تفتح المملكة آفاقًا جديدة نحو مستقبل طاقة مستدامة، معززة بمزيج متنوع من المصادر المتجددة، الأمر الذي سيعود بالفائدة على البيئة والاقتصاد على حد سواء. يمثل المسح الجغرافي لمشروعات الطاقة المتجددة خطوة مهمة نحو تحقيق الاستدامة، وتجسيدًا لرؤية المملكة الطموحة في أن تكون رائدة في مجال الطاقة النظيفة على المستوى العالمي.