أخبارالإستدامةالطاقة الشمسيةتقاريرنشرة رسمية

ثورة الطاقة الشمسية في الشرق الأوسط: نحو مستقبل مشرق

يشهد قطاع الطاقة في الشرق الأوسط تحولاً جذريًا، حيث تنتقل دول المنطقة من الاعتماد على النفط والغاز نحو مصادر الطاقة المتجددة، وعلى رأسها الطاقة الشمسية. وفقًا لتقرير “سوق الطاقة الشمسية في الشرق الأوسط” الصادر عن Rystad Energy، تقود الطاقة الشمسية هذه الثورة في تحول المنطقة نحو مستقبل أكثر استدامة.

تزايد القدرة الإنتاجية للطاقة الشمسية

باتت الطاقة الشمسية ركنًا أساسيًا في استراتيجيات الطاقة لعدة دول، مثل السعودية والإمارات وعمان والأردن. وتُشير التوقعات إلى أن تصل القدرة الإنتاجية للطاقة الشمسية في المنطقة إلى 55 جيجاوات بحلول عام 2030. المملكة العربية السعودية، في إطار رؤية 2030، تستهدف تحقيق 58 جيجاوات من الطاقة المتجددة، غالبيتها من الطاقة الشمسية. كما تُحرز الإمارات تقدمًا كبيرًا من خلال مشاريع ضخمة مثل مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية الذي يهدف إلى تحقيق 5 جيجاوات بحلول عام 2030.

 المشاريع العملاقة للطاقة الشمسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

تستضيف منطقة الشرق الأوسط عددًا من أضخم وأبرز مشاريع الطاقة الشمسية على مستوى العالم، وهي تشكل حافزًا للنمو والابتكار في هذا القطاع. من أبرز هذه المشاريع:

  • مشروع الشعيبة للطاقة الشمسية في السعودية2.6 جيجاوات
  • مجمع بنبان للطاقة الشمسية في مصر1.8 جيجاوات
  • نور أبوظبي في الإمارات1.17 جيجاوات
  • مشروع سدير للطاقة الشمسية في السعودية2 جيجاوات
  • مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في الإمارات – هدف الوصول إلى 5 جيجاوات بحلول 2030

تعكس هذه المشاريع التزام دول الشرق الأوسط بتطوير قطاع الطاقة الشمسية على نطاق واسع، مما يعزز مكانة المنطقة كمحور رئيسي للطاقة المتجددة.

دعم حكومي لتعزيز اعتماد الطاقة الشمسية

اتخذت حكومات الشرق الأوسط خطوات جريئة لتهيئة بيئة مناسبة لنمو الطاقة الشمسية. تشمل هذه السياسات الحوافز الضريبية وتعريفات التغذية واتفاقيات شراء الطاقة التي تقلل من المخاطر المالية المرتبطة بالمشاريع الضخمة للطاقة الشمسية. في الأردن، على سبيل المثال، جذب الإطار التنظيمي الشفاف والاستراتيجيات الداعمة للطاقة المتجددة استثمارات كبيرة من الخارج.

الابتكارات التكنولوجية تعزز كفاءة الطاقة الشمسية

تفرض الظروف المناخية الصعبة في الشرق الأوسط، مثل الحرارة المرتفعة والغبار، تحديات فريدة على توليد الطاقة الشمسية. استجابةً لذلك، بدأت المنطقة في تبني تقنيات متقدمة لتحسين كفاءة الألواح الشمسية. تُعد الألواح الشمسية ثنائية الوجه وتقنيات تخزين الطاقة بالبطاريات من بين الحلول التي تساهم في استقرار الشبكة الكهربائية من خلال تخزين الطاقة الزائدة لاستخدامها في أوقات الذروة أو أثناء الليل.

كما تُعتمد المشاريع الهجينة، التي تجمع بين الطاقة الشمسية وتقنيات أخرى لتوليد الطاقة المتجددة، بشكل متزايد لضمان إمداد طاقة مستقر وموثوق.

مواجهة التحديات في تطوير الطاقة الشمسية

رغم الإمكانيات الهائلة للطاقة الشمسية، يواجه تطوير هذا القطاع في الشرق الأوسط بعض التحديات. تؤثر درجات الحرارة المرتفعة سلبًا على كفاءة الألواح الشمسية، كما أن تطوير البنية التحتية لا يزال بحاجة إلى مواكبة النمو السريع في السعة الإنتاجية. ومع ذلك، يظل انخفاض تكاليف الطاقة الشمسية دافعًا رئيسيًا لتجاوز هذه التحديات. على سبيل المثال، حقق مشروع الظفرة في الإمارات رقمًا قياسيًا عالميًا لأقل تعريفة طاقة شمسية بلغت $0.0135  لكل كيلووات/ساعة، مما يبرز قدرة المنطقة على قيادة سوق الطاقة الشمسية من حيث التكلفة.

مستقبل مشرق للطاقة الشمسية في الشرق الأوسط

تشكل الطاقة الشمسية الآن حجر الزاوية في تحول الطاقة في الشرق الأوسط. بدعم من الحكومات والتكنولوجيا المتقدمة والمشاريع العملاقة، يبدو أن المنطقة ماضية نحو مستقبل أكثر استدامة. في ظل التوسع المستمر في مشاريع الطاقة المتجددة، يُمكن للشرق الأوسط أن يصبح نموذجًا عالميًا في الانتقال نحو الطاقة النظيفة.

المراجع:

  • تقرير سوق الطاقة الشمسية في الشرق الأوسط، Rystad Energy

 

م. نادية مهدي

مهندسة كهرباء. خبيرة معتمدة من مؤسسة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية في إدارة أنظمة الطاقة، حاصلة على درجة الماجستير في هندسة الكهرباء، أسعى لنشر الوعي وإثراء المحتوى المتخصص في مجال كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة في العالم العربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى حصري