عُمان تتجه نحو السياحة البيئية المستدامة
في إطار الجهود البارزة للحفاظ على البيئة، أصدر السلطان هيثم بن طارق ثلاثة مراسيم سلطانية في عام 2024 لإنشاء محميات طبيعية جديدة. وتؤكد هذه المراسيم التزام السلطنة بحماية التنوع البيولوجي الغني والنظم البيئية الفريدة والتراث الجيولوجي مع تعزيز السياحة البيئية المستدامة.
المحميات الجديدة – الجبل الغربي والظاهرة وواحة البريمي – ترفع العدد الإجمالي للمحميات الطبيعية في عُمان إلى 30 محمية. ويسلط هذا التوسع الضوء على تفاني الدولة في الحفاظ على التوازن الذي يدعم كل من الحياة البرية والمجتمعات البشرية. والجدير بالذكر أن هذه المحميات تقع في محافظات لم تكن بها مناطق محمية من قبل، مما يعزز جهود الحفاظ على البيئة في جميع أنحاء السلطنة.
وأكدت هيئة البيئة على الدور الحاسم الذي ستلعبه هذه المحميات في الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض والتضاريس المتنوعة والتكوينات الجيولوجية. وتمتد الحماية إلى كل من النظم البيئية البرية والبحرية، مما يضمن الحفاظ على الموائل والمعالم الطبيعية التي تتعرض لتهديد متزايد بسبب الضغوط البشرية والبيئية.
وبعيدًا عن الحفاظ البيئي، من المقرر أن تعزز المحميات قطاع السياحة البيئية في عُمان، مما يتيح للزوار فرصة لتجربة الجمال الطبيعي المذهل للبلاد بشكل مستدام. ويتماشى هذا مع الاستراتيجية البيئية الأوسع لسلطنة عُمان، والتي تركز على إنشاء وإدارة وتقييم المحميات الطبيعية لتحقيق أهداف الحفاظ على المدى الطويل.
فرص الاستثمار
تتضمن استراتيجية الهيئة الترويج لحملات التوعية وتقديم فرص الاستثمار في المحميات المختلفة للقطاع الخاص. وتشمل فرص الاستثمار الأخيرة محمية الحجر الغربي للنجوم، ومحمية الجبل الأخضر، ومحمية الأراضي الرطبة الوسطى والمحميات الساحلية مثل خور المغسيل وخور القرم الكبير. تهدف هذه الفرص إلى دمج الحفاظ مع التنمية الاقتصادية، ودعم السياحة والأنشطة الترفيهية مع الحفاظ على الموارد الطبيعية.
تساهم هذه المحميات في تحسين جودة الهواء والمياه، والتخفيف من تغير المناخ والحد من تآكل السواحل. كما تعمل المحميات كمساحات للتعليم والبحث البيئي وتعزيز الصحة العامة والرفاهية. علاوة على ذلك، تحافظ المحميات على الهوية الوطنية والتراث الثقافي لسلطنة عمان، وتوفر الإلهام للكتاب والشعراء والفنانين مع تعزيز الارتباط بالممارسات التقليدية في إدارة الموارد الطبيعية.
من خلال هذه المبادرات، تواصل عُمان إعطاء الأولوية للتنمية المستدامة والرعاية البيئية، وضمان الحفاظ على كنوزها الطبيعية للأجيال القادمة.