ألقى الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، اليوم خطاب تسليم منصبه كرئيس لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين في اليوم الأول من مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين في أذربيجان، ليختتم بذلك فترة مهمة اتسمت بالتقدم الكبير في أجندة المناخ.
خلال الخطاب، دعا جميع الأطراف إلى “إثبات مرة أخرى أننا قادرون على الاتحاد والعمل والإنجاز” خلال الأسبوعين المقبلين في باكو.
وقال الدكتور الجابر في حفل أقيم بمناسبة انتقال الرئاسة رسميًا إلى مختار باباييف: “من خلال تقديم إجماع الإمارات العربية المتحدة التاريخي، حققنا ما اعتقد الكثيرون أنه مستحيل”.
وأضاف للمندوبين: “لقد أثبت المفاوضون في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين أن التعددية قادرة على تحريك الأمور وإحداث الفارق. وفي النهاية، تغلب التصميم على الشك وأثمر عملكم الجاد عن تقدم كبير في مجال المناخ”.
وقال الدكتور الجابر إنه على الرغم من انعقاد مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين في وقت من التعقيد والصراع، فإن “الإمارات العربية المتحدة ستختار دائمًا الشراكات بدلاً من الاستقطاب، والحوار بدلاً من الانقسام والسلام بدلاً من الاستفزاز”.
وفي كلمته، قال الرئيس المنتهية ولايته إنه “متواضع بسبب التجربة” وشكر العديد من الأشخاص الذين ساعدوا في تقديم “إجماع الإمارات التاريخي والشامل والمبتكر”، بما في ذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد والقيادة الإماراتية بأكملها.
منذ إنشائه في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين العام الماضي، برز إجماع الإمارات العربية المتحدة كنقطة مرجعية محددة لطموح المناخ العالمي والتنمية المستدامة. ويحتوي على سلسلة من الأولويات عبر أجندة المناخ، بما في ذلك الاتفاق على انتقال عادل ومنظم ومنصف للطاقة وأهداف لمضاعفة قدرة الطاقة المتجددة، ومضاعفة كفاءة الطاقة وإنهاء إزالة الغابات بحلول نهاية العقد.
وقال الدكتور الجابر: “لم ينته التقدم عندما سقطت المطرقة على إجماع الإمارات العربية المتحدة”. “في الأشهر التي تلت نهاية مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، اكتسبت المبادرات التي أطلقناها زخمًا”. حتى الآن، انضمت 55 شركة إلى ميثاق إزالة الكربون من النفط والغاز (OGDC)، الذي يغطي 44 في المائة من إنتاج النفط العالمي. وقال إن OGDC هي “الشراكة الأكثر شمولاً للقطاع الخاص في مجال إزالة الكربون حتى الآن”.
وفي معرض تسليط الضوء على أهمية التعاون، أشار الدكتور الجابر إلى القمة التي عقدت في وقت سابق من هذا الشهر في أبو ظبي والتي جمعت قادة المناخ والطاقة والذكاء الاصطناعي في جهد متكامل لدفع النمو المنخفض الكربون.
وقال: “عندما تعمل القطاعات معًا، يمكننا رفع الاقتصادات وخفض الانبعاثات. يمكننا تحقيق تقدم مناخي واجتماعي واقتصادي، ويمكننا تحويل التصريحات على الورق إلى عمل حاسم على أرض الواقع”.
كما تم إحراز تقدم في مجال التمويل، حيث تم تعيين الفلبين كدولة مضيفة لمجلس إدارة صندوق الاستجابة للخسائر والأضرار. ودعا رئيس مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين الأطراف إلى المساهمة في الصندوق، الذي تم تشغيله ورأس ماله في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين العام الماضي. وحتى الآن، تم التعهد بأكثر من 850 مليون دولار للصندوق وترتيبات التمويل.
كما قام صندوق ALTÉRRA، وهو أكبر صندوق استثماري يركز على المناخ في العالم والذي تم إطلاقه في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، بإيداع 6.5 مليار دولار لدى مستثمرين مؤثرين – “وهو نموذج يجب البناء عليه”، كما قال الدكتور الجابر.
وفي مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين، يجب على الأطراف تقديم هدف جماعي جديد محدد الكم بشأن تمويل المناخ يكون “قويًا وقادرًا على تنفيذ إجماع الإمارات العربية المتحدة بالكامل”، كما قال الدكتور الجابر.
وأضاف للمندوبين: “في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، فتحنا آفاقًا جديدة ووضعنا العديد من السوابق”. ومن أهمها ترويكا رؤساء مؤتمر الأطراف – وهي “آلية جديدة للزخم” توحد رئاسات مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين والتاسع والعشرين والثلاثين.
وقال الدكتور الجابر إن الترويكا ستواصل حشد المنصات المتعددة الأطراف، من الأمم المتحدة إلى مجموعة العشرين، “لتعزيز إرث إجماع الإمارات العربية المتحدة”، وحث جميع الأطراف على اتباع خريطة الطريق التي حددتها للحفاظ على 1.5 درجة مئوية في متناول اليد.
واختتم الدكتور الجابر كلمته بدعوة إلى العمل وبعض الكلمات النصيحة لرئيس مؤتمر الأطراف القادم باباييف. وقال: “كان الإجماع الذي حققناه في دبي تاريخيًا. ومع ذلك، سيحكم علينا التاريخ من خلال أفعالنا، وليس أقوالنا … دع الإيجابية تسود ولتدعم العملية. دع الأفعال تتحدث بصوت أعلى من الأقوال. دع النتائج تدوم أطول من الخطاب وتذكر أننا ما نفعله، وليس ما نقوله”.
