الطاقة الشمسية

ابتكار وقود الديزل الحيوي باستخدام الطاقة الشمسية في عُمان

تحرز عُمان تقدماً كبيراً في مجال الطاقة المستدامة من خلال أول مصفاة وقود حيوية في مدينة خزائن الاقتصادية، والتي تعمل بالكامل بالطاقة الشمسية. وفي مقابلة مع صحيفة الأوبزرفر، سلط ماهر بن محمد الحبسي، الرئيس التنفيذي لشركة وقود، الضوء على كيفية تحويل المنشأة لزيت الطهي المستعمل إلى ديزل حيوي، مما يضع عُمان في موقع الريادة الإقليمية في الصناعات الخضراء.

وأوضح الحبسي: “مصنعنا ليس الأول في عُمان فحسب، بل إنه فريد من نوعه على مستوى العالم لكونه يعمل بالكامل بالطاقة الشمسية. لقد مكننا هذا الابتكار من تصدير وقودنا الحيوي المصنوع في عُمان إلى دول في أوروبا وآسيا، مما يثبت أن عُمان يمكن أن تكون رائدة في الصناعات الخضراء”.

رؤية متجذرة في الاستدامة

تعكس رحلة الحبسي لقيادة هذا المشروع الرائد التزامه العميق بالاستدامة والابتكار. بدأ الحبسي مسيرته المهنية كطالب في جامعة السلطان قابوس قبل 24 عامًا، وغامر في صناعة إدارة النفايات في عام 2005 من خلال جمع زيت الطهي المستعمل. لقد أرست هذه المبادرة الأساس لنجاح شركة واكد وظهور عُمان كلاعب في سوق الوقود الحيوي العالمي.

وقال: “لقد بُني طريقي إلى أن أصبح الرئيس التنفيذي على المثابرة والتعلم من الفشل. بدأت في جمع زيوت الطهي المستعملة في عام 2005، واليوم، نقوم بتحويل هذه النفايات إلى وقود حيوي عالي الجودة”.

“لم تكن الرحلة سهلة أبدًا؛ كانت مليئة بالتضحيات والدروس الصعبة. لكن هذه التجارب شكلت رؤيتي والتزامي بالاستدامة”. لا يعكس مرفق واكد المتطور رؤية الحبسي فحسب، بل إنه أيضًا بمثابة شهادة على إمكانات عُمان في الريادة في الصناعات الخضراء، وخلق فرص للنمو الاقتصادي مع معالجة المخاوف البيئية الملحة.

كسر الحواجز في الصناعة الخضراء

مرفق واكد هو الأول من نوعه في عُمان والأول في العالم الذي يعمل بالكامل بالطاقة الشمسية. تحت قيادة الحبسي، حققت الشركة العديد من المعالم البارزة التي تُظهر التزامها بالاستدامة والابتكار.

وأشار الحبسي إلى أننا فخورون بكوننا أول مصنع للديزل الحيوي في عُمان والأول في مدينة خزائن الاقتصادية. والأهم من ذلك أن عملياتنا تعمل بالكامل بالطاقة الشمسية، مما يعزز التزامنا بالاستدامة. وهذا يضعنا في موقف يسمح لنا بقيادة صناعة إنتاج الوقود الحيوي في المنطقة والمساهمة في طموحات عُمان نحو تحقيق صافي انبعاثات صفرية.

يتم إنتاج الديزل الحيوي لشركة واكود من خلال إعادة تدوير زيت الطهي المستخدم، وهي عملية لا تقلل من النفايات فحسب، بل تقلل أيضًا من البصمة الكربونية المرتبطة بإنتاج الوقود التقليدي. يتم بالفعل تصدير الديزل الحيوي إلى دول في أوروبا وآسيا واستخدامه محليًا من قبل شركات الطاقة ومنظمات القطاع العام، مما يعزز سمعة عُمان كمركز للابتكار المستدام.

التحديات والدروس المستفادة

واجه الحبسي تحديات كبيرة أثناء إنشاء وتوسيع منشأة الوقود الحيوي، وقد تمكن من التغلب عليها بالمرونة والقدرة على التكيف والاستعداد للتعلم.

وأوضح الحبسي: “لم تكن الرحلة مليئة بالورود على الإطلاق. فقد تطلب الأمر الكثير من التضحيات – من الوقت والعلاقات والموارد. لكن النجاح يتطلب الصبر والقدرة على التكيف والقوة للنهوض بعد كل فشل”. “لقد تعلمت أيضًا أن الثقة يجب أن تستند دائمًا إلى اتفاقيات مكتوبة تحمي جميع الأطراف”. وقد شكلت هذه التحديات فلسفة القيادة لدى الحبسي، مؤكدة على المثابرة والقدرة على التكيف كصفات أساسية لأي رائد أعمال طموح. وأضاف: “لقد واجهت عقبات لا حصر لها، لكن كل منها علمني دروسًا قيمة ساعدتني وفريقي في بناء عملية مرنة وناجحة”.

القيادة والعمل الجماعي

أكد الحبسي على الدور الحاسم للقيادة في بناء ثقافة قوية للشركة وإلهام الفرق للعمل نحو تحقيق أهداف مشتركة.

“الرئيس التنفيذي هو قائد السفينة. “إن دوري هو ضمان جاهزية سفينتنا للإبحار في أي ظروف وأن يكون الطاقم متحفزًا وقادرًا”، كما قال. “أؤمن بتعزيز الشعور بالعائلة داخل فريقنا. عندما تنشأ التحديات، نقف معًا، متحدين برؤيتنا وأهدافنا المشتركة”. كان هذا النهج مفيدًا في قدرة واكود على الابتكار والحفاظ على ميزة تنافسية في سوق الوقود الحيوي العالمي سريع التطور. من خلال تمكين فريقه وتعزيز ثقافة التعاون، ضمن الحبسي استمرار واكود في النمو والازدهار في قطاع الطاقة الخضراء.

آفاق المستقبل

بالنظر إلى المستقبل، يتصور الحبسي أن واكود تلعب دورًا محوريًا في مشهد الطاقة الخضراء في عمان وتساهم بشكل كبير في أهداف الاستدامة.

وقال: “لا توجد حدود لما يمكننا تحقيقه. نحن نعمل على مشاريع مثيرة من شأنها أن تعزز مكانة عمان كمركز لإنتاج الوقود الحيوي”. “تتوافق جهودنا مع رؤية عمان 2040 وخطط سلطنة عمان للحد من انبعاثات الكربون. “نهدف إلى جعل عُمان وجهة للصناعات الخضراء والمساهمة بشكل هادف في تحقيق أهداف الاستدامة العالمية.” بالإضافة إلى توسيع القدرة الإنتاجية واستكشاف أسواق جديدة، تستكشف شركة واكد أيضًا الشراكات والمبادرات التي تدعم أهداف الاستدامة الأوسع في عُمان، بما في ذلك التزامها بتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.

عبر الحبسي عن تفاؤله بالمستقبل: “في الواقع، اعتدت أن أعتقد أن بناء هذا المصنع الصغير كان إنجازًا رائعًا، ولكن على مر السنين، أدركت أنه لا توجد حدود لما هو ممكن. التحديات التي واجهناها عززت فقط عزمنا على الابتكار والقيادة.”

توضح رحلة واكد من شركة ناشئة صغيرة إلى منتج عالمي معترف به للوقود الحيوي الذي يعمل بالطاقة الشمسية إمكانات عُمان للريادة في الابتكار المستدام. من خلال التوافق مع الأهداف الوطنية والاستفادة من الموارد المحلية، تضع الشركة معيارًا للرعاية البيئية والتميز الصناعي في عُمان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى حصري