الطاقة الشمسية

ما الفرق بين تقنيتي GFM و GFL وكيف تؤثران على مستقبل الطاقة المتجددة؟

تعتبر تقنيات GFM (Grid Forming)  و GFL (Grid Following)  من أهم الابتكارات التي أثرت بشكل كبير على قطاع الطاقة المتجددة، وخاصة في مجال محولات التيار. على الرغم من أنها تُستخدم في ظروف مختلفة، فإن فهم الفرق بينهما وكيفية تأثيرهما على استقرار الشبكات الكهربائية أمر أساسي للمختصين في هذا المجال.

ما هي تقنية  GFM؟

تقنية GFM (Grid Forming)  هي طريقة لتشكيل الشبكة بواسطة المحولات، حيث تُستخدم لتوفير الإمداد المستمر بالطاقة حتى في غياب شبكة كهربائية مركزية. تستخدم هذه التقنية في الأنظمة المستقلة أو النائية مثل الجزر أو المناطق المعزولة عن الشبكة الرئيسية. يتميز هذا النظام بقدرته على توليد تيار كهربائي ثابت ومؤثر عند التشغيل في بيئات لا تعتمد على الشبكة المركزية.

يُعتبر GFM  هو الخيار المثالي للمناطق التي تعتمد على الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، حيث يمكن لمحولات GFM  أن تولد الطاقة وتحافظ على التوازن في الشبكة الكهربائية حتى عند عدم وجود تيار مستمر من مصدر مركزي. توفر هذه التقنية القدرة على تحقيق الاستقرار حتى في الحالات التي تشهد تذبذبًا كبيرًا في توليد الطاقة، وهو أمر بالغ الأهمية عند التعامل مع مصادر طاقة متجددة.

ما هي تقنية  GFL؟

من ناحية أخرى، تمثل GFL (Grid Following)  تقنية مختلفة حيث تتبع المحولات الموجودة في هذه الأنظمة التيار الكهربائي من الشبكة الرئيسية أو من النظام القائم. ببساطة، تحاكي هذه المحولات التذبذبات والتغيرات في الشبكة الكهربائية وتتكيف معها، مما يجعلها مناسبة للأنظمة التي تتصل بشبكة رئيسية مستقرة، مثل الشبكات الذكية أو الشبكات الكهربائية المحلية.

تُستخدم GFL  بشكل رئيسي في المواقع التي تعتمد على الإمدادات الكهربائية المستمرة من الشبكة الرئيسية، وهي تُعتبر أقل تكلفة وأكثر شيوعًا في أنظمة الطاقة المتجددة المتصلة بشبكة مركزية. تعتمد المحولات في هذه التقنية على ضبط الترددات والجهد بما يتناسب مع متطلبات الشبكة الرئيسية، مما يجعلها الحل الأمثل في المدن والمناطق الحضرية التي لا تتطلب توليد الطاقة بشكل مستقل.

الفرق بين GFM و GFL

الاختلاف الرئيسي بين GFM  و GFL  يكمن في الطريقة التي يتعامل بها كل منهما مع الشبكة الكهربائية. بينما تعمل GFM  على تشكيل الشبكة وتوليد الطاقة بشكل مستقل، تعتمد GFL  على الشبكة الرئيسية لتتبع التردد والجهد. بشكل عام، تعتبر GFM  خيارًا أفضل في المناطق التي تتطلب استقرارًا أكبر ومرونة في توليد الطاقة مثل الأنظمة المعزولة أو الجزر، بينما تعد GFL  خيارًا مثاليًا في المناطق الحضرية أو الشبكات المستقرة حيث يظل الاتصال بالشبكة الكهربائية الرئيسي قائمًا.

جدول يلخص الفرق بين GFM و GFL

أهمية هذه التقنيات في المستقبل

ستستمر هذه التقنيات في إحداث ثورة في مجال الطاقة المتجددة. مع تزايد الطلب على حلول الطاقة النظيفة والمتجددة، ستتطلب الشبكات الذكية مزيدًا من الاعتماد على تقنيات مثل GFM  و GFL لضمان استقرار الشبكة وتوليد الطاقة بطرق أكثر كفاءة وموثوقية. في المستقبل، سيزداد الاعتماد على GFM  في مناطق بعيدة أو جزر حيث لا توجد شبكة كهربائية رئيسية، بينما ستظل GFL  تهيمن على الأسواق التي تتصل بشبكة مستقرة.

التوسع في سوق تقنيتي GFM و GFL

شهد سوق تقنيتي GFM  و GFL  اهتمامًا متزايدًا في السنوات الأخيرة، وذلك نتيجة للنمو الكبير في استخدام الطاقة المتجددة وخاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. تعد هذه التقنيات حجر الزاوية في تحسين كفاءة الشبكات الكهربائية، سواء كانت مستقلة أو متصلة بالشبكة الرئيسية.

وفي الوقت الذي تتم فيه تجربة العديد من أنظمة الطاقة المتجددة المستقلة والذكية، من المتوقع أن تشهد تقنيات GFM  نموًا كبيرًا، خاصة في المناطق النائية أو المناطق التي تعتمد على أنظمة الطاقة غير المتصلة بالشبكة. علاوة على ذلك، فإن تزايد الطلب على الشبكات الذكية يعزز الحاجة إلى هذه التكنولوجيا، مما يفتح المجال لمزيد من الابتكارات في تطوير GFM  لتناسب متطلبات الشبكات الذكية المتزايدة.

أما بالنسبة لـ GFL، فتستمر في السيطرة على الأسواق التي تعتمد على شبكات الطاقة التقليدية أو المناطق التي تتمتع بشبكة طاقة قوية ومستقرة. يعتبر GFL  الخيار الأكثر شيوعًا في المنازل والمشاريع التجارية التي تتصل بالشبكة الكهربائية، مما يعزز مكانتها في الأنظمة التي لا تحتاج إلى التوليد المستقل للطاقة.

يشير تقرير السوق العالمي إلى أن زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة، خاصة في الأسواق الناشئة، سيؤدي إلى زيادة استخدام تقنيتي GFM  و GFL  بشكل أكبر خلال السنوات القادمة. من المتوقع أن تتطور هذه التكنولوجيا لتواكب احتياجات الطاقة المتجددة المتزايدة، مما يجعلها جزءًا أساسيًا في تحقيق أهداف التحول الطاقي العالمي.

الختام

تعد تقنيتا GFM  و GFL  من التقنيات الأساسية التي تساعد في تعزيز استقرار الشبكات الكهربائية الحديثة، سواء كانت مستقلة أو متصلة. وبينما تسهم GFM  في توليد الطاقة المستقلة وضمان استقرار الشبكات المعزولة، تظل GFL  الخيار المثالي في الأنظمة المتصلة بشبكة قوية ومستقرة. ومع تزايد الاعتماد على الطاقة المتجددة، من المتوقع أن تزداد أهمية هذه التقنيات في المستقبل مع تطور أنظمة الشبكات الذكية وتحقيق أهداف التحول الطاقي.

 

م. نادية مهدي

مهندسة كهرباء. خبيرة معتمدة من مؤسسة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية في إدارة أنظمة الطاقة، حاصلة على درجة الماجستير في هندسة الكهرباء، أسعى لنشر الوعي وإثراء المحتوى المتخصص في مجال كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة في العالم العربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى حصري