أخبار

قطر تُطوّر الاقتصاد الدائري وممارسات إعادة التدوير

 

قطعت قطر شوطًا كبيرًا في تعزيز الاقتصاد الدائري ومبادرات إعادة التدوير، مُظهرةً التزامًا راسخًا بالاستدامة البيئية.

حوّل مركز إدارة النفايات الصلبة المنزلية (DSWMC) النفايات إلى ما يقارب 277,000 ميجاواط/ساعة من الكهرباء العام الماضي، مُساهمًا في دعم عملياته وشبكة الكهرباء الوطنية. كما أنتج المركز أكثر من 40,000 طن من الأسمدة بحلول عام 2024 من النفايات الخضراء للمزارع ومشاريع التشجير والمساحات الخضراء، بالإضافة إلى نفايات مصانع الأخشاب، التي تُخلط بالأسمدة والتربة لتحسين جودة التربة والحفاظ على مستويات رطوبة مقبولة.

يقع مركز إدارة النفايات الصلبة المنزلية في مسيعيد، وهو أحد أكبر مرافق إدارة النفايات المتخصصة في الشرق الأوسط، حيث يغطي مساحة ثلاثة كيلومترات مربعة، ويستقبل 828,000 طن من النفايات المنزلية سنويًا، بمعدل 2,300 طن يوميًا. تهدف استراتيجية وزارة البلدية 2024-2030 إلى تنفيذ البرنامج الوطني المتكامل لإدارة النفايات الصلبة، والذي يشمل تصميم وإنشاء مكب نفايات هندسي جديد، وإغلاق وزراعة مكبات النفايات القديمة، وفصل النفايات من المصدر، وزيادة نسبة المواد المعاد تدويرها، وذلك في إطار جهود حماية البيئة وتعزيز الاستدامة.

كما خصصت وزارة البلدية 51 قطعة أرض لمصانع إعادة التدوير في منطقة الأفجة، مما يعزز مشاركة القطاع الخاص في صناعة إعادة التدوير. تقع منطقة الأفجة في منطقة مسيعيد الصناعية، على بُعد حوالي 40 كيلومترًا جنوب الدوحة، ويجري تطويرها كمركز لصناعة إعادة التدوير لتحقيق أهداف قطر الطموحة في الاستدامة والاقتصاد الدائري.

أُنشئت منطقة الأفجة لصناعات إعادة التدوير في قطر بهدف بناء شراكات بين القطاعين الحكومي والخاص لدعم الاقتصاد الدائري. تشمل الأنشطة المسموح بممارستها في منطقة الأفجة إعادة تدوير الزيوت، والنفايات الطبية، والخشب، والمعادن، والأجهزة الإلكترونية، والبلاستيك، والإطارات، والبطاريات، وفصل وإعادة تدوير نفايات البناء، وإنتاج الأسمنت العضوي، وإعادة تدوير الزجاج والقماش، وغيرها. وتوفر وزارة البلدية مواد قابلة لإعادة التدوير لمصانع إعادة التدوير العاملة في قطر لتعزيز ممارسات إعادة التدوير، وتعزيز الاستدامة، والاقتصاد الدائري.

وتُدير الوزارة برنامجًا وطنيًا متكاملًا لإدارة النفايات الصلبة، يهدف إلى تطوير جميع مرافق وأنظمة جمع ونقل وإدارة النفايات الصلبة حتى عام 2030، وفقًا لمبادئ الاقتصاد الدائري ورؤية قطر الوطنية 2030.

ويهدف البرنامج أيضًا إلى توعية الناس بأهمية ترشيد جميع الاستخدامات للحد من النفايات بشكل عام.

توفر وزارة البلدية حاويات في جميع أنحاء الدولة على مراحل للتخلص من المواد القابلة لإعادة التدوير والنفايات العضوية بشكل منفصل، وذلك ضمن برنامج فرز النفايات من المصدر.

ستستمر المرحلة الثانية من برنامج فرز النفايات من المصدر، والتي تُنفذ في الدوحة في البداية، لأكثر من عامين حتى عام 2025، وستغطي جميع المنازل. سيتم إطلاق برنامج فرز النفايات من المصدر في أم صلال والظعاين والخور والشمال عام ٢٠٢٦.

بحلول نهاية عام ٢٠٢٧، سيتم تطبيق البرنامج في الريان والوكرة والشحانية. يهدف هذا البرنامج، الذي تُديره وزارة البلدية، إلى تعزيز إعادة التدوير لتحقيق الاستدامة والاقتصاد الدائري، بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية ٢٠٣٠.

يُعدّ فرز النفايات من المصدر جزءًا من النظافة العامة، ويحقق العديد من الفوائد الاقتصادية والبيئية، مثل تقليل كميات النفايات الكبيرة التي تُرسل إلى مكبات النفايات، وضمان الاستدامة والحفاظ على البيئة.

كما تُطلق وزارة البلدية حملات توعية عامة، مثل حملة “قطر صفر نفايات”، ونظمت مؤتمرات ومعارض لتعزيز إعادة التدوير والاستدامة. تعكس هذه المبادرات التزام قطر بتعزيز مستقبل مستدام ومسؤول بيئيًا من خلال ممارسات إعادة التدوير وإدارة النفايات الفعالة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى حصري