ارتفاع أسعار الوقود عالميا يجعل الهيدروجين الأخضر مصدر وقود منافس في أسواق الطاقة
شكلت أزمة الطاقة تحدي كبير في مختلف القطاعات الأقتصادية لمعظم دول العالم حيث ارتفعت الأسعار بشكل غير متوقع ولايعرف متى تنتهي هذه الأزمة خصوصا مع تداعيات الأزمة الجديدة في روسيا و اوكرانيا. و وفقًا للمحللين من شركتي Rystad Energy و BloombergNEF فإن هذه الارتفاعات قد أثرت بشكل كبير على ارتفاع أسعار إنتاج الهيدروجين الهيدروجين المرتبط انتاجه باستخدام الوقود الأحفوري ( الهيدروجين الرمادي و الأزرق) مما عزز من منافسة الهيدروجين الأخضر والذي يتم استخدام مصدار الطاقة المتجددة في عملية إنتاجه.
شاهد الفرق بين أنواع الهيدروجين في الصورة والشرح المرافق لها
الفرق بين أنواع الهيدروجين:
الهيدروجين الأخضر يتم الحصول عليه عبر تقنية التحليل الكهربائي لتقسيم ذرات الماء حيث تستخدم في هذه العملية فقط الطاقة الكهربائية النتاجة من مصادر الطاقة المتجددة.
الهيدروجين الرمادي يتم انتاجه باستخدام مصادر الوقود الأحفوري و ينتج عنها انبعاثات عالية لغاز ثاني أكسيد الكربون في الجو. و هذه التقنية تشكل قرابة 95٪ من مايتم انتاجه من غاز الهيدروجين في جميع أنحاء العالم اليوم.
الهيدروجين الأزرق هو غاز الهيدروجين الذي يتم إنتاجه من مصادر الطاقة غير المتجددة مثل الطاقة النووية أو حتى باستخدام الوقود الأحفوري كالنفط والغاز لكن في هذه الحالة يتم منع انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو حيث يتم التقاطها وتخزينها لمنع الضرر على البيئة.
الجدير بالذكر أن شركة BloombergNEF قد نشرت تقريرا يشير إلى أن تكلفة انتاج الهيدروجين من الوقود الأخضر أًصبح منافس بشكل كبير للهيدروجين الأزرق والرمادي و ذلك بسبب الارتفاع الكبير في أسعار الوقود الأحفوري مما يجعل الأمونيا الخضراء أرخص من الأمونيا الرمادية “المصنوعة من الغاز الطبيعي”. الأمر الذي مكن في أن تصبح مشاريع إنتاج الهيدروجين والأمونيا الخضراء مشاريع قادرة على المنافسة حاليا وليس بعد عدة سنوات مستقبلا. حيث يشير التقرير إلى أن أسعار الهيدروجين الأخضر ستكون منافسة أكثر في بلدان مثل إسبانيا والهند والصين وذلك بسبب قلة تكلفة انتاج الكهرباء بالطاقة المتجددة في هذه الدول.
و موخرا نشرت شركة Rystad Energy ايضا توقعا مشابه والذي يؤكد أن ارتفاع تكلفة الهيدروجين الأزرق و الرمادي بسبب ارتفاع أسعار الوقود الأحفوري زاد من الجدوى الأقتصادية لإنتاج الهيدروجين الأخضر كمصدر ميسور التكلفة و آمن للطاقة المتجددة في أوروبا.
و أكد التقرير أن الحرب الدائرة الان سببت إلى زيادة غير متوقعة وتوجه مشحون نحو الاستثمار في قطاع إنتاج الهيدروجين الأخضر حيث كان من المقرر أن يشهد هذا العام ازدهارًا كبيرا ليتجاوز القدرة الإجمالية 1 جيجاوات. لوكن بسبب زيادة الأسعار بنسبة 70 ٪ ، تتوقع Rystad إلى أن تصل تكلفة الهيدروجين الأزرق والرمادي المرتبط بزيادة أسعار الوقود الأحفوري من 8 دولارات للكيلوغرام إلى 14 دولار للكيلوجرام في الأيام القادمة. و بالمقابل فإن تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر ستنخفض لتصل ل 4 دولارات / كجم.
Source Image : Rystad Energy
رسم توضيحي يبين معدل تغير تكلفة انتاج الهيدروجين بجميع انواعه منذ بداية العام في أوروبا
ولهذه الأسباب أعلن الاتحاد الأوروبي مؤخرا عن خطط صارمة و حزمة تمويل بقيمة 300 مليون يورو لدعم مجال البحث والتطوير في انتاج الهيدروجين ، بالإضافة إلى مبادرة الاتحاد الأوروبي للطاقة المتجددة وذلك بغرض الاستقلالية في الاعتماد على مصادر الطاقة.
ولكن العديد من المختصين كرئيس أبحاث الهيدروجين في Rystad Energy يؤكدون على أنه لابد من تقليل المخاطر التي يتعرض لها مستثمرو الهيدروجين الأخضر و لابد كذلك من خلق الحوافز اللازمة لزيادة الطلب والعرض لانعاش أسواق الهيدروجين الأخضر. كون هناك حاجة إلى زيادة أكثر من 10 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2030 ولخفض تكلفة الإنتاج لتصل ل 1.5 دولار / كجم على الأقل. قد يبدو أن 10 ملايين طن رقم كبير لكن وفقًا لتقرير Rystad فإن هذا الرقم يعد متواضعا في حال كان الهيدروجين الأخضر و مشتقاته سيحلان محل الغاز والفحم لتعزيز مزيج الطاقة في أوروبا بحلول عام 2030 لأنه حينها ستكون هناك حاجة ل 54 مليون طن.
الجدير بالذكر أن أوروبا تهدف حاليًا على إنتاج 3 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا بحلول عام 2030 ، بينما حددت RePower Europe هدفًا يبلغ 15 مليون طن سنويًا. وهذا مايؤكد أن هذه الطموحات متواضعة ولابد من رفعها خصوصا بعد أزمة الطاقة التي تشهدها أوروبا حاليا.
لمعرفة المزيد: Rystad Energy
تعليق واحد