الطاقة الشمسية المركّزة ودورها في مستقبل إنتاج الطاقة اللازمة للصناعة: الجزء الثاني
كنا قد تعرفنا في المقال السابق على الطاقة الشمسية المركّزة, ومبدأ عملها وأهم أنواعها وتطبيقاتها, و سنتعرف في هذا المقال على تكاليف هذه التقنية وأهم مميزاتها وبعض من سلبياتها. انقر هنا لمطالعة المقالة الأولى.
ما هي تكلفة إنتاج الطاقة لهذه التقنية؟
تقدر تكلفة الكيلو واط الساعي الذي تنتجه الطاقة الشمسية المركّزة بـ 0.18 دولار أمريكي (أي 18.2 سنتاً), وهذا وفقاً لآخر بيانات متوفّرة حول تكاليف هذه التقنية والذي صدر في العام 2019, وهي أقل بـ 47% من قيمة التكلفة سابقاً خلال العام 2010 حيث كانت تكلفة الكيلو واط الساعي تساوي 34.6 سنتًا. ورغم هذا الانخفاض الكبير في تكاليفها إلى أنها لا تزال أغلى بكثير من تكاليف المصادر الأخرى المتجدّدة لإنتاج الطاقة كالطاقة الشمسية الكهروضوئية, وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية, وتعمل مبادرة Sunshot على تخفيض تكاليف إنتاج الطاقة باستخدام تقنية الطاقة الشمسية المركّزة وتأمل أن تصل إلى 5 سنت للكيلو واط الساعي فقط بحلول العام 2030.
أهم ميزات تقنية الطاقة الشمسية المركّزة:
تعتبر طاقة نظيفة: حيث يتم التقاط الحرارة من اشعة الشمس واستخدامه لإنتاج الطاقة الكهربائية, دون أن يرافق هذه العملية أي انبعاثات للغازات الدفيئة, مع وجود القليل من الفواقد في الحرارة التي يمكن استخدامها في تحلية المياه مثلاً.
تخزين الطاقة الحرارية: تتيح هذه التقنية تخزين الطاقة الحرارية في أوساط تخزين حرارية كالزيت أو الملح المذاب, وهذه من أهم ميزات هذه التقنية التي ستساعد في انتشارها مستقبلاً.
يمكن مكاملتها مع مصادر أخرى للطاقات المتجدّدة: نتيجةً لقدرة هذه التقنية على تخزين الطاقة الحرارية, يمكنه العمل كمصدر للطاقة قابل لإعادة الاستخدام عند الحاجة في الأوقات الضرورية, مثلاً في أوقات الذروة الصباحية أو المسائية, أو كمصدر ثابت للطاقة يمكنه أن يوفّر الطاقة بشكل مستمر ومستقر, وذلك بخلاف الطاقة الناتجة عن الألواح الشمسية الكهروضوئية أو العنفات الريحية والتي لا تكون مستقرة و تتعلق بتغيرات الإشعاع الشمسي والطقس والمناخ.
يمكن استخدامها في التطبيقات الصناعية الحرارية: ويعتبر أحد المجال الناشئة لاستخدام تقنية الطاقة الشمسية المركّزة, ويتم العمل لجعل هذه التقنية بديل للوقود الأحفوري في بعض الصناعات كصناعة الإسمنت والحديد الصلب.
أما أهم سلبيات هذه التقنية فتتمثّل بـ:
التكلفة المرتفعة: فهي تعتبر التقنية الأعلى تكلفة من بين مصادر إنتاج الطاقة الرئيسية السبعة.
قابلة للتطبيق على نطاق واسع فقط: فباستثناء أطباق القطع المكافئ, فإنّ مشاريع الطاقة الشمسية المركّزة تكون مجدية فقط على نطاق المرافق, على عكس تقنيات الطاقة الشمسية الكهروضوئية, التي يسهل تركيبها في أي مكان وعلى أي نطاق, حتى على أسطح المنازل.
هناك بعض التخوفات البيئة المرافقة لها: حيث تتطلب مشاريعها كميات كبيرة من المياه للتبريد, وهذا ما يشكل عقبة كبيرة كون معظم هذه المشاريع يتم تركيبها في مناطق قاحلة كالجنوب الغربي الأمريكي أو الشرق الأوسط, ولا يمكن إشغال الأراضي المخصّصة لهذه المشاريع بأي غرض آخر, على عكس تقنيات الطاقة الشمسية الكهروضوئية مثلاً التي يمكن دمجها مع الزراعة, كما أن ضررها على الحياة البرية قد يبدو واضحاً في حرق الطيور أثناء مرورها ضمن أشعة الشمس المركّزة.
هل يمكن استخدام الطاقة الشمسية المركّزة في المنازل؟
بعض استعراض جميع النقاط السابقة في هذه المقال, فالجواب هو أنّه من المؤكّد أنّ هذه التقنية غير مناسبة للتطبيق في المنازل, فهي للاستخدام على نطاق المرافق الواسع فقط, فتكلفة المحطّة الواحدة تتجاوز ملايين أو مليارات الدولارات وهي توفّر الطاقة لآلاف المنازل, وتعتبر هذه التقنية مكلفة جداً مقارنةً بتقنيات الطاقة الشمسية الكهروضوئية, أو حتى الوقود الأحفوري.
شاهد الفيديو التالي
الطاقة الشمسية المركّزة ودورها في مستقبل إنتاج الطاقة اللازمة للصناعة: الجزء الأول
مرحبا انا احمد الكهيلي مخترع خلايا الطاقه الشمسيه وايظا الكهروضوئيه