هل من الممكن استخدام الطاقة الشمسية لزراعة الصحاري والأراضي القاحلة في مختلف دول العالم للحد من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون؟
Image Source:Nature Sustainabilit
توصل مجموعة من الباحثون الفنلنديون في جامعة LUT في فنلندا إلى خطة قد تبدو مثل الخيال العلمي ولكنها يمكن أن تكون سلاحًا قويًا في مكافحة تغير المناخ. حيث يقترحون استخدام الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتشغيل الآلات التي يمكنها تحويل مياه البحر المالحة إلى مياه عذبة. بعد ذلك ، يخططون لاستخدام هذه المياه العذبة لزراعة الغابات في الأراضي الجافة والقاحلة. يكمن جمال هذه الفكرة في حقيقة أن الغابات يمكن أن تمتص كمية هائلة من ثاني أكسيد الكربون ، وهو الغاز المسؤول بشكل أساسي عن الاحتباس الحراري.
اذن ما معنى كل ذلك؟ حسنًا ، تخيل استخدام وفرة الشمس والرياح لتشغيل عملية يمكنها إزالة الملح من مياه البحر. الطريقة التي يقترحون استخدامها تعتمد على وحدة تحلية المياه بالتناضح العكسي. طريقة عمل وحدة تحلية المياة بالتناضح العكسي تعتمد على دفع مياه البحر عبر غشاء خاص يسمح بمرور الماء فقط ، تاركًا الملح وراءه. النتائج؟ المياه العذبة التي يمكن استخدامها لري الأراضي الجافة.
ويعتقد الباحثون أنه إذا تم تنفيذ هذه الخطة ، فيمكننا إزالة 730 جيجا طن من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي بحلول عام 2100. هذا كثير! لوضعها في نصابها الصحيح ، يطلق البشر حاليًا حوالي 36 جيجا طن من ثاني أكسيد الكربون كل عام.
لكن زراعة الغابات تحتاج إلى أكثر من مجرد الماء. هم أيضا بحاجة إلى الأرض. لقد فكر الباحثون في ذلك أيضًا. لقد حددوا المناطق التي يوجد بها الكثير من ضوء الشمس والأراضي التي يمكن استخدامها لزراعة الأشجار. وتصدر الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى القائمة.
ومع ذلك ، فإن هذه الخطة لا تخلو من التحديات. على سبيل المثال ، يقدر الباحثون أننا سنحتاج إلى 10.7 تريليون واط إضافية من الطاقة الشمسية وكمية هائلة من طاقة الرياح لإنتاج ما يكفي من المياه العذبة. وبينما تنخفض تكلفة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ، فإنها لا تزالتحتاج الى استثمارًا كبيرًا.
هناك أيضًا مسألة التكلفة. يتوقع الفريق أنه في عام 2030 ، قد يكلف حوالي 490 دولارًا لإزالة طن واحد من ثاني أكسيد الكربون باستخدام هذه الطريقة. ومع ذلك ، فإن الخبر السار هو أنه مع تحسن التكنولوجيا ، يمكن أن تنخفض التكاليف إلى حوالي 106 دولارات للطن من ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2100.
لاحظ الباحثون أيضًا أن تقنية البطاريات ستلعب دورًا مهمًا في هذا المشروع. سيتم استخدام البطاريات لتخزين الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وضمان إمداد ثابت للطاقة لوحدات تحلية المياه ، حتى عندما لا تكون الشمس مشرقة أو لا تهب الرياح.
في الختام ، يقدم هذا المشروع الطموح نهجًا مستدامًا لمكافحة تغير المناخ. إنه لا يوفر فقط طريقة لامتصاص كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون ولكنه يوفر أيضًا فرصة لزراعة غابات جديدة وتنشيط الأراضي الجافة والقاحلة. نشر الباحثون نتائجهم في مجلة علمية تسمى “استدامة الطبيعة”.
للاطلاع على المقالة العلمية يمكنكم عبر الرابط:
Afforesting arid land with renewable electricity and desalination to mitigate climate change