لماذا بدأت الصين الآن ببناء أكبر مصنع للأمونيا الخضراء في العالم وسبقت الجميع؟
بدأ مصنع SPIC للأمونيا الخضراء الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 180 ألف طن سنوياً أعمال البناء في منطقة جيلين (Jilin) بالصين في 10 يوليو. ليكون بذلك أكبر مشروع للأمونيا الخضراء في العالم يبدأ أعمال البناء حتى الآن ، حيث من المتوقع أن يبدأ المشروع الإنتاج بحلول عام 2024، وسيشمل المشروع: عدة وحدات وهي محطات إنتاج الكهرباء بالطاقة المتجددة ، و وحدة إنتاج الهيدروجين الأخضر ،و وحدة إنتاج الأمونيا الخضراء. و عندما يعمل بكامل طاقته ، سينتج 180 ألف طن من الأمونيا سنويًا .
يحتوي المشروع على وحدة تحليل كهربائي تبلغ 46000 متر مكعب / ساعة ، بما في ذلك 36 وحدة 1000 متر مكعب / ساعة من المحلل الكهربائي ALK و 50 وحدة 200 متر مكعب / ساعة من المحلل الكهربائي بتقنية ال PEM ، بالإضافة إلى وحدة بسعة 60،000 متر مكعب لتخزين الهيدروجين. ومن المتوقع أن يصل إجمالي استثمارات هذا المشروع إلى 6.3 مليار يوان صيني. و سيتم توفير المحلل الكهربائي بواسطة Longi و Sungrow و Sany hydrogen.
الجدير بالذكر أن هذا المشروع قد سجل أيضًا رقماً قياسياً في مجال المحللات الكهربائية بتقنية ال PEM في الصين. هناك حقيقة معروفة على نطاق واسع وهي أن الصين لديها تقنيات تحليل كهربائي ALK أكثر نضجًا من PEM مما يؤدي إلى تكلفة كبيرة لانتاج الهيدروجين باستخدام هذه التقنية (PEM ). حي أن في عام 2022 ، بلغت إجمالي سعة المحلل الكهربائي للمصنعين المحليين في الصين 800 ميجاوات ، من بينها 776 ميجاوات كانت عبارة عن محلل كهربائي بتقنية ALK و 23 ميجاوات فقط كانت بتقنية ال PEM. ولكن هذا المشروع سيشتري 50 ميجاوات من المحلل الكهربائي بتقنية PEM ، وهو ضعف الرقم الوطني الذي صنع محلياً في عام 2022.
وقد أصبحت الأمونيا الخضراء نقطة جذب للاستثمار منذ عام 2022 في العديد من بلدان العالم ومنها الصين. ومثل هذه المشاريع ، لا تبقى تقنيات الهيدروجين و الأمونيا الخضراء في مرحلة التطوير أو التخطيط ، ولكن تدفع بها إلى مرحلة قرار الاستثمار النهائي أو مايعرف ب (FID – Final Investment Decision) وبالتالي ستتمكن الصين من البدء في بناء مثل هذه المشاريع واحدًا تلو الآخر. ناهيك عن أنه من المتوقع و من ما لا شك فيه أن الصين ستقود تطوير وتطبيق الأمونيا الخضراء على مستوى العالم نتيجة للخطوات التي تتبعها و تستمر في تطبيقها في عدة تقنيات في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة.
فهل سيستفيد العالم العربي ونرى نموذجاً مماثل لهذه التجربة في القريب العاجل!