وزارة الطاقة السعودية توجه أرامكو بعدم زيادة انتاجها من النفط
أصدرت وزارة الطاقة السعودية توجيهاً إلى شركة أرامكو السعودية، أكبر مشغل للنفط والغاز في العالم، بالحفاظ على طاقتها القصوى المستدامة عند 12 مليون برميل يومياً، بدلاً من المضي قدماً في الزيادة المخطط لها إلى 13 مليون برميل يوميا، وأثار هذا القرار حالة من عدم اليقين في السوق بشأن استمرار أنشطة المنبع في المنطقة.
ومع ما يقرب من 3 ملايين برميل يوميًا من الطاقة الفائضة الحالية، تهدف المملكة العربية السعودية إلى لعب دور نشط في تحقيق التوازن في السوق، خاصة وسط التحديات المستمرة مثل ارتفاع تكاليف الحفر والإكمال وسلاسل التوريد المتوترة. ويأتي التوقف المؤقت في توسيع القدرات في وقت لا تزال فيه توقعات نمو الطلب غير مؤكدة.
لقد بحثت شركة Rystad Energy في الآثار المترتبة على هذا الإعلان، لا سيما فيما يتعلق بخطط التوسع البحري. ويمثل قرار الحفاظ على مستوى MSC عند 12 مليون برميل يوميا تحولا استراتيجيا عن خطط التوسع المعلنة سابقا، والتي اكتسبت زخما استجابة لأزمة العرض التي شهدتها 2021/2022.
إن تركيز أرامكو السعودية على مشاريع توسعة النفط والغاز البحرية، بما في ذلك مشاريع الدمام والبري، ومرجان، والظلوف، يؤكد التزامها بتحقيق أهداف الإنتاج. ومع ذلك، فإن التفويض المنقح يتطلب إعادة تقييم الاستثمارات المستقبلية، مع ما يترتب على ذلك من آثار محتملة على مشاريع مثل السفانية ومنيفة.
للقرار أيضًا آثار على تركيبة مزيج النفط في المملكة العربية السعودية، حيث من المتوقع أن تؤدي زيادة الكميات البحرية إلى حصة أكبر من الدرجات الثقيلة. ويؤكد هذا التحول أهمية التوسع الخارجي للحفاظ على مستويات الإنتاج الإجمالية للبلاد.
علاوة على ذلك، يؤثر التوجيه على أنشطة الرفع البحري، حيث تضاعف المعروض من منصات الرفع في المملكة العربية السعودية مقارنة بالسنوات السابقة. يسلط إلغاء مناقصة الرافعات الإضافية الضوء على التباطؤ في الطلب المتزايد، مما قد يؤثر على توقعات الطلب على منصات الحفر حتى عام 2030.
ويعكس القرار أيضًا بيئة التكاليف المتضخمة، مع ارتفاع تكاليف الخدمات منذ إعلان مبادرة أرامكو للنمو الاستراتيجي في عام 2020. ويؤكد هذا الارتفاع في التكاليف، إلى جانب عدم اليقين في الصناعات الأخرى، الحاجة إلى نهج استراتيجي للاستثمارات.
وبشكل عام، يمثل التفويض المنقح استجابة استراتيجية لظروف السوق، مع ما يترتب على ذلك من آثار على متطلبات النفقات الرأسمالية، لا سيما في مشاريع التطوير البحرية الجديدة. وعلى الرغم من التوقف المؤقت في توسيع الطاقة الإنتاجية، تظل المملكة العربية السعودية ملتزمة بالحفاظ على دورها في تحقيق التوازن في سوق النفط العالمية وضمان استقرار العرض.
باختصار، يعكس قرار المملكة العربية السعودية بالحفاظ على طاقتها القصوى المستدامة عند 12 مليون برميل يوميًا استجابة دقيقة لديناميكيات السوق، مع ما يترتب على ذلك من آثار على الاستثمارات المستقبلية، وتكوين مزيجها النفطي، وأنشطتها الخارجية.