أظهرت بيانات رسمية نشرت هذا الأسبوع أن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الاتحاد الأوروبي انخفضت بنسبة 5% في العام الماضي، لتستمر بذلك الاتجاه نحو انخفاض الانبعاثات في أوروبا.
وتعد أوروبا القارة الأسرع احترارًا في العالم، حيث يؤدي تغير المناخ بالفعل إلى تفاقم حالات الجفاف وحرائق الغابات وموجات الحر القاتلة.
وبعد أن حدد الاتحاد الأوروبي أهدافاً ملزمة قانوناً للحد من مساهمته في ظاهرة الانحباس الحراري العالمي، فإن الاتحاد الأوروبي المؤلف من 27 دولة يتصارع الآن حول كيفية تحقيق هذه الأهداف ــ ومن سيتحمل التكاليف.
وتعهد الاتحاد الأوروبي بخفض صافي انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 55% بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات عام 1990.
وأظهر تحليل لوكالة رويترز لبيانات يوروستات أن دول الاتحاد الأوروبي أطلقت 3.4 مليار طن من جميع انبعاثات الغازات الدفيئة العام الماضي، أي أقل بنسبة 5.1% عن عام 2022.
وللمقارنة، ارتفع إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم نتيجة حرق الوقود الأحفوري إلى نحو 37 مليار طن في عام 2023.
ويختلف التقدم المحرز في الحد من الانبعاثات حسب القطاع.
تنخفض انبعاثات توليد الطاقة بشكل أسرع، ويسير القطاع على الطريق الصحيح لتحقيق أهداف الاتحاد الأوروبي المناخية.
وانخفضت انبعاثات الاتحاد الأوروبي من الطاقة والغاز وتوليد البخار وتكييف الهواء بنحو 18% في عام 2023، مقارنة بعام 2022، وذلك بفضل التحول إلى المزيد من الطاقة المتجددة. كما انخفض الطلب الإجمالي على الكهرباء بسبب انخفاض الإنتاج الصناعي والطقس المعتدل.
القطاعات الأخرى متخلفة. ولم تتغير الانبعاثات الناجمة عن النقل والبناء والتعدين إلا بالكاد في العام الماضي، في حين زادت الانبعاثات من الزراعة بشكل طفيف.
تواجه المفوضية الأوروبية وحكومات الاتحاد الأوروبي المقبلة قرارات صعبة بشأن كيفية جعل القطاعات الأخرى تتماشى مع أهداف المناخ.
وفي حين أن الصناعة ومحطات الطاقة والنقل تواجه بالفعل لوائح مناخية صارمة في الاتحاد الأوروبي، فقد دعا بعض صناع السياسات إلى تخفيف السياسات الخضراء. بروكسل أضعفت القواعد الخضراء للزراعة بعد احتجاجات المزارعين.
وقالت ليندا كالشر، المديرة التنفيذية لمؤسسة “آفاق استراتيجية” البحثية، إن “الزراعة هي الشيء الغريب”، مشيرة إلى النقص الحالي في سياسات المناخ في الاتحاد الأوروبي التي تستهدف الزراعة.
