الهيدروجين وتخزين الطاقة

مشروع الهيدروجين الأخضر يدعم جهود هيئة كهرباء ومياه دبي للوصول إلى صافي الصفر بحلول عام 2050

يتسارع السباق نحو الصفر الصافي على مستوى العالم، مما يزيد الطلب على مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة. وفي هذا السياق، تستعد صناعة الهيدروجين لازدهار كبير، مما يفتح فرصًا غير مسبوقة للمساهمة في كوكب أكثر استدامة. يعد الهيدروجين، وخاصة الهيدروجين الأخضر، أحد أنواع الوقود التي لديها القدرة على إزالة الكربون من مختلف القطاعات.

التقنيات المبتكرة

هناك العديد من الابتكارات الرائدة التي يتم تطويرها حاليًا في تكنولوجيا الهيدروجين، وخاصة التحليل الكهربائي للمياه لإنتاج الهيدروجين الأخضر، والذي يصفه البعض بأنه وقود المستقبل، باستخدام الطاقة المتجددة. بالإضافة إلى ذلك، فإن التقدم في إنتاج الهيدروجين من الكتلة الحيوية والنفايات، فضلاً عن طرق جديدة أخرى لتوليد الهيدروجين من الغاز الطبيعي بانبعاثات كربونية منخفضة، يتماشى مع التحول العالمي في قطاع الطاقة والاعتماد المتزايد على مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة مثل الطاقة الشمسية والطاقة الكهرومائية.

التحديات التي تواجه إنتاج الهيدروجين

تشمل التحديات الرئيسية التي تواجه طرق إنتاج الهيدروجين اليوم القدرة التنافسية من حيث التكلفة، حيث أن إنتاج الهيدروجين الحالي، وخاصة من المصادر المتجددة، أكثر تكلفة بشكل عام من الطرق التقليدية القائمة على الوقود الأحفوري. لا تزال بعض تقنيات إنتاج الهيدروجين، مثل التحليل الكهربائي المتقدم أو التحلل الحراري للكتلة الحيوية، في مرحلة البحث والتطوير، وتتطلب المزيد من التقدم التكنولوجي، حيث أن قابلية التوسع لهذه التقنيات ضرورية للاستخدام التجاري على نطاق واسع.

وفقًا لتقارير دولية حديثة، يمكن إنتاج الهيدروجين الأخضر بسعر 1.60 دولارًا للكيلوغرام بحلول عام 2030، مما يجعله أكثر قدرة على المنافسة مع طرق الإنتاج الحالية، التي تتراوح تكلفتها الحالية بين 3 و6.5 دولارًا للكيلوغرام. من حيث التخزين، يتم تطوير تقنيات متقدمة مثل تسييل الهيدروجين وتخزين الكهوف الملحية ومواد تخزين الهيدروجين الصلبة المبتكرة، مما يضمن تخزين الهيدروجين بكفاءة وموثوقية. هذه التطورات حاسمة لتمكين التبني الواسع النطاق للهيدروجين الأخضر كناقل للطاقة. تؤكد الأرقام والتوقعات على الأهمية المتزايدة للهيدروجين الأخضر، مع الاستثمارات الكبيرة والتقدم التكنولوجي الذي يدفع تطويره ونشره السريع.

مشروع الهيدروجين الأخضر في دبي

يعد مشروع الهيدروجين الأخضر الذي تنفذه هيئة كهرباء ومياه دبي في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية أول مشروع من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لإنتاج الهيدروجين باستخدام الطاقة الشمسية، ويمكن لخزان غاز الهيدروجين تخزين ما يصل إلى 12 ساعة من الهيدروجين المنتج من الطاقة الشمسية. ومنذ إطلاق مشروع الهيدروجين الأخضر في مايو 2021، حققت المنشأة أهدافها الإنتاجية بالكامل، حيث أنتجت ما يقرب من 20 كيلوغرامًا في الساعة من الهيدروجين الأخضر عالي النقاء.

وسيستوعب المشروع، الذي ينتج الهيدروجين الأخضر بشكل أساسي عن طريق التحليل الكهربائي للمياه باستخدام الطاقة المتجددة، التطبيقات المستقبلية ومنصات الاختبار لاستخدامات مختلفة للهيدروجين، بما في ذلك إنتاج الطاقة والتنقل. وهذا يتماشى مع خارطة الطريق لاستراتيجية الهيدروجين التي سيتم تنفيذها على مراحل.

يدعم المشروع استراتيجية دبي للانبعاثات الكربونية الصافية 2050 لتوفير 100% من قدرة إنتاج الطاقة من مصادر الطاقة النظيفة بحلول عام 2050. وتلعب هيئة كهرباء ومياه دبي دورًا رائدًا في تحقيق هذا الطموح من خلال مشاريع رائدة للطاقة النظيفة والمتجددة.

ومن أبرز هذه المشاريع مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد في العالم، يعمل بنظام المنتج المستقل، بطاقة إنتاجية مخطط لها تبلغ 5000 ميجاوات بحلول عام 2030. ويبلغ إجمالي استثمارات المجمع الشمسي 50 مليار درهم، وتبلغ طاقته الإنتاجية الحالية 2860 ميجاوات.

وقد فازت هيئة كهرباء ومياه دبي بجائزة مشروع الهيدروجين لعام 2023 عن مشروعها للهيدروجين الأخضر. وكان ذلك جزءًا من جوائز مستقبل الهيدروجين 2023، التي نُظمت خلال مؤتمر “ربط الهيدروجين الأخضر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا” (CGHM2023) في دبي.6

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى حصري