أصدر معهد احتجاز وتخزين الكربون العالمي تقريره السنوي المرتقب لعام 2024، والذي يستعرض أبرز التطورات والإنجازات التي حققتها تقنية احتجاز وتخزين الكربون (CCS) على مدار العام. مع تزايد الجهود العالمية لتحقيق صافي الانبعاثات الصفري، تواصل تقنية احتجاز وتخزين الكربون توسعها كأداة حيوية لتقليل انبعاثات الكربون عبر مختلف القطاعات. نستعرض هنا أبرز ما ورد في التقرير من تقدم، فرص، وتحديات تواجه هذه التقنية.
نمو غير مسبوق في مشاريع احتجاز وتخزين الكربون (Carbon Capture & Storage CCS)
شهد قطاع احتجاز وتخزين الكربون نموًا غير مسبوق خلال العام الماضي، حيث ارتفع إجمالي عدد المشاريع قيد التطوير إلى 628 مشروعًا، مما يمثل زيادة بنسبة 60% مقارنة بالعام السابق. هذا النمو يعكس الاعتراف المتزايد عالميًا بأهمية هذه التقنية في مكافحة تغير المناخ.
من بين هذه المشاريع، هناك 50 منشأة تعمل بالفعل، و44 منشأة قيد الإنشاء. هذا التطور السريع سيزيد من قدرة العالم على احتجاز ثاني أكسيد الكربون بشكل ملحوظ، حيث يُتوقع أن تتضاعف القدرة الحالية البالغة 51 مليون طن سنويًا (Mtpa) مع دخول المنشآت الجديدة حيز التشغيل، مما يضيف 51 مليون طن سنويًا إضافية.
صعود تقنيات التقاط الهواء المباشر (Direct Air Capture DAC)
شهدت تقنيات التقاط الهواء المباشر (DAC) اهتمامًا متزايدًا كأداة مكملة لتقنيات احتجاز الكربون التقليدية. تعمل هذه الأنظمة على إزالة ثاني أكسيد الكربون مباشرة من الغلاف الجوي، مما يجعلها تقنية هامة للتعامل مع الانبعاثات التي يصعب تخفيفها بطرق أخرى.
حاليًا، هناك 3 منشآت تجارية تعمل بتقنية التقاط الهواء المباشر، بالإضافة إلى 16 مشروعًا قيد التطوير في مراحل مختلفة. مع توسع هذه التقنيات، يُتوقع أن تلعب دورًا أكبر في معالجة الانبعاثات العالمية.
التطورات الإقليمية: دفعة عالمية لتقنية احتجاز وتخزين الكربون
يبرز التقرير الجهود المبذولة في عدة مناطق حول العالم لتطوير بنية تحتية لتقنية احتجاز الكربون:
- أمريكا الشمالية: تواصل الولايات المتحدة قيادة الجهود بفضل دعم حكومي كبير لمشاريع احتجاز الكربون، بما في ذلك تخصيص10 مليارات دولار لتطوير مشاريع إدارة الكربون والهيدروجين النظيف.
- آسيا والمحيط الهادئ: تعمل دول مثل ماليزيا، اليابان، وكوريا الجنوبية على تطوير مشاريع احتجاز الكربون عبر الحدود، بهدف إدارة الانبعاثات على مستوى إقليمي.
- الصين: تُعد الصين جزءًا من خططها المناخية لدمج تقنية احتجاز الكربون في محطات الطاقة التي تعمل بالفحم بحلول عام 2027، في خطوة هامة للحد من الانبعاثات.
- أوروبا: يتبنى الاتحاد الأوروبي خطة قوية لتحقيق الحياد الكربوني عبر قانون الصناعة الصافي الصفري، الذي يتضمن تقنية احتجاز الكربون كأداة رئيسية في الانتقال إلى اقتصاد أنظف.
تطلعات الشرق الأوسط وأفريقيا في تقنية احتجاز الكربون
في الشرق الأوسط وأفريقيا، تقود دول مثل السعودية والإمارات الجهود لتطوير هذه التقنية. تسعى الإمارات لتحقيق قدرة 43.5 مليون طن سنويًا بحلول عام 2050، في حين رفعت أرامكو السعودية هدفها إلى 14 مليون طن سنويًا بحلول عام 2035.
وفي أفريقيا، أعلنت كينيا عن تطوير مشروع لتقنية التقاط الهواء المباشر بقدرة 1 مليون طن سنويًا، مما يعكس اهتمامًا متزايدًا بهذه التقنية في الدول الناشئة والمنتجة للنفط.
التعاون والشراكات بين القطاعين العام والخاص
أحد المحركات الرئيسية لتطور تقنية احتجاز الكربون هو تزايد التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص. يُظهر التقرير توقيع أكثر من 50 مذكرة تفاهم أو اتفاقيات تتعلق بمشاريع احتجاز الكربون منذ عام 2020.
كما تلعب الشراكات بين القطاعين العام والخاص دورًا هامًا في دفع عجلة الابتكار في هذه التقنية، حيث تساهم مبادرات مثل منتدى الطاقة النظيفة في خفض التكاليف وتسريع تنفيذ المشاريع.
الأطر التنظيمية والمشاركة المجتمعية
يعد الالتزام بالإطار التنظيمي وضمان مشاركة المجتمعات المحلية من العناصر الأساسية لضمان نجاح مشاريع احتجاز الكربون. تتزايد أهمية هذه العناصر لضمان الامتثال وتحقيق فوائد تقنية احتجاز الكربون على نطاق واسع.
يقدم تقرير الحالة العالمية لتقنية احتجاز وتخزين الكربون لعام 2024 نظرة إيجابية لمستقبل هذه التقنية. مع ارتفاع عدد المشاريع إلى مستويات غير مسبوقة، وظهور تقنيات جديدة مثل التقاط الهواء المباشر، وتزايد التعاون العالمي، أصبحت تقنية احتجاز الكربون جزءًا أساسيًا من الجهود العالمية لتحقيق الحياد الكربوني.
لمزيد من التفاصيل، يمكنك تحميل التقرير الكامل من هنا
