الأكبر في الجزيرة العربية.. حديقة عمان النباتية اكتملت بنسبة 90%

اكتمل أكثر من 90% من حديقة عمان النباتية، وهي مبادرة رائدة للحفاظ على البيئة في الخوض، مسقط. ويهدف المشروع، الذي يعد الأكبر من نوعه في شبه الجزيرة العربية ومن بين أكبر المشاريع في العالم، إلى عرض النباتات المحلية في عمان مع تعزيز التنوع البيولوجي والاستدامة.
أكد المهندس محمد بن محمود الزدجالي، مستشار وزير التراث والسياحة للشؤون الهندسية والمشرف على المشروع، التقدم المحرز خلال برنامج تلفزيوني عُماني حديث.
تمتد الحديقة على مساحة 500 هكتار، وستضم 1450 نوعًا من النباتات المحلية المعروضة داخل موائل أعيد إنشاؤها بعناية. وقال الزدجالي: “تضم حديقة عمان النباتية منطقتين حيويتين تمثلان المناطق الجبلية الشمالية والجنوبية المتميزة في عمان وستة موائل خارجية، بما في ذلك الوديان والصحاري الرملية والمسطحات الملحية”.
يمكن للزوار التطلع إلى مرافق مثل مناطق الراحة والمعارض التفاعلية ومركز الأبحاث ومشتل النباتات المحلية. كما سيكون أول تلفريك في عُمان جزءًا من الحديقة، حيث يوفر إطلالات جوية على أنظمتها البيئية المتنوعة.
ستحاكي منطقة جبال الحجر التراسات الزراعية والمناظر الطبيعية الوعرة في المنطقة الشمالية، في حين ستعيد منطقة جبال ظفار خلق بيئة الغابات السحابية الجنوبية، موطنًا لأنواع فريدة مثل أشجار اللبان (Boswellia sacra).
تم اختيار موقع الحديقة لتراثها الجيولوجي الغني، كما يتميز بأحجار يعود تاريخها إلى العصر الطباشيري، منذ أكثر من 70 مليون عام. بالإضافة إلى ذلك، سيتم زراعة أكثر من 100000 شجرة بشكل استراتيجي لتعزيز الجاذبية الطبيعية للحديقة.
حقق المشروع شهادة LEED Platinum، مما يعكس التزامه بالتصميم المستدام. سلط الزدجالي الضوء على محطة الطاقة الشمسية التي تبلغ مساحتها 50000 متر مربع والمجهزة بـ 11000 لوحة شمسية والتي ستولد 20000 كيلووات ساعة من الطاقة للحديقة. وتجمع الواجهة الزجاجية للهيكل، التي تم بناؤها بأكثر من 6100 طن من الفولاذ و4000 لوحة زجاجية، بين الهندسة المعمارية الصديقة للبيئة والجماليات الحديثة.
وأكدت ليلى سعيد الحارثي، رئيسة قسم علم النبات والمحافظة على البيئة في حديقة عمان النباتية، على دور الحديقة كمركز للبحث والمحافظة على البيئة. وستدعم المرافق مثل بنك البذور والمعشبة والمختبرات والمكتبة الدراسة والبحث الأكاديمي. وقالت: “عملت الفرق الميدانية على نطاق واسع لجمع ونشر النباتات المحلية، مما أدى إلى إنشاء مورد حيوي للباحثين والطلاب والعلماء”.
وتهدف الحديقة أيضًا إلى إشراك الجمهور من خلال المعارض الغامرة والبرامج التعليمية، وتعزيز الوعي بالتنوع البيولوجي في عمان وأهمية الحفاظ على البيئة. وبمجرد اكتمالها، تعد حديقة عمان النباتية بأن تكون محورًا لجهود الأمة للحفاظ على تراثها الطبيعي للأجيال القادمة.