مصر تدرس إصدار سندات خضراء وإسلامية في السوق المحلية لأول مرة
أعلن أحمد كجوك وزير المالية أن الوزارة ستطرح خلال الربع الأول من العام المالي المقبل استراتيجية تهدف إلى تحسين مؤشرات الدين الحكومي وتعزيز وثيقة السياسة الضريبية. وأضاف: “نعمل على تنويع مصادر التمويل وجذب المستثمرين المحليين لتقليل الاقتراض الخارجي والتكاليف. كما ندرس إصدار سندات خضراء وإسلامية في السوق المحلية لأول مرة”.
جاءت تصريحاته خلال ندوة نظمتها الهيئة الوطنية للصحافة برئاسة عبد الصادق الشوربجي لمناقشة التعاون المستقبلي بين الهيئة والوزارة. وتم استعراض خطط الوزارة بما يتماشى مع الهدف الأوسع للحكومة لتحسين نوعية الحياة للمصريين.
وأبرز كجوك أربعة مجالات رئيسية تركز عليها الوزارة. وتطرق إلى تعزيز الشراكة بين مصلحة الضرائب المصرية ومجتمع الأعمال، المبنية على الثقة واليقين والدعم، بهدف تبسيط العمليات الضريبية وتحسين الخدمات وضمان العدالة في الحقوق والالتزامات.
وقد لاقت الحزمة الأولى من التسهيلات الضريبية، التي تم تنفيذها بالكامل خلال العام المالي الحالي، استحسانًا كبيرًا من جانب الممولين. كما أطلقت الوزارة التشغيل التجريبي لنظام المقاصة الإلكترونية المركزي لتسهيل السيولة على المستثمرين من خلال معالجة المستحقات والديون الحكومية.
وأكد كوجوك أنه سيتم غلق الملفات الضريبية القديمة قبل عام 2020 بشكل عادل ومبسط ومنصف، حيث تعمل مصلحة الضرائب المصرية على تصحيح بعض القرارات الإدارية لبناء ثقة الممولين. كما تعتمد الوزارة على مؤسسات محايدة لتقييم ومراجعة تقدم الإصلاحات الضريبية بشكل دوري، وضمان الشفافية من خلال التواصل الإعلامي المكثف مع كافة شرائح المجتمع الضريبي.
ولأول مرة، سيتم تطبيق نظام جديد مبسط للشركات الناشئة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والأنشطة الريادية والمهنيين بحجم أعمال يصل إلى 15 مليون جنيه. ويقدم هذا النظام حوافز وإعفاءات وتسهيلات جديدة في كافة فئات الضرائب، بما في ذلك ضريبة الدخل وضريبة القيمة المضافة ورسوم الدمغة ورسوم تنمية موارد الدولة. والجدير بالذكر أن الشركات التي تنضم إلى النظام ستُعفى من ضريبة مكاسب رأس المال والأرباح ورسوم الدمغة ورسوم التسجيل والتوثيق، ولن تواجه أي دفعات مسبقة أو خصومات.
كما أعلن كوشوك عن وضع حد أقصى للرسوم المتأخرة، مما يضمن عدم تجاوز الرسوم لأصل الضريبة لمنع الأعباء غير المبررة على دافعي الضرائب بسبب التأخير في عمليات التدقيق أو النزاعات. كما ستشجع الوزارة دافعي الضرائب غير المسجلين على تسوية أوضاعهم قبل عمليات التدقيق، مما يتيح لهم فرصة تقديم أو تعديل الإقرارات الضريبية من 2020 إلى 2023 دون عقوبات.
وفي الأسابيع المقبلة، سيتم تقديم حزم جديدة من التسهيلات لمواجهة التحديات في الضرائب الجمركية والعقارية. كما أشار كوشوك إلى أن الوزارة تعمل على وضع سياسات مالية أكثر شمولاً وانفتاحًا وتأثيرًا تدعم النشاط الاقتصادي والقطاعات الإنتاجية، مع الحفاظ على الانضباط المالي.
وتركز الوزارة أيضًا على خلق حيز مالي كافٍ في الموازنة لزيادة الإنفاق على التنمية البشرية والحماية الاجتماعية، وبالتالي تحسين مستويات معيشة المواطنين. وقد زاد الإنفاق العام على الصحة والتعليم بنسبة 26٪ و25٪ على التوالي، من يوليو إلى أكتوبر، مع التخطيط لمزيد من الزيادات في الموازنة الجديدة، وخاصة في مجالات الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية.
رحب عبد الصادق الشوربجي، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، بكجوك وأشاد بجهود الوزارة في مواجهة التحديات وتحفيز النمو الاقتصادي من خلال سياسات مالية فعّالة تتوافق مع توجيهات القيادة السياسية. وأشاد بمبادرات الوزارة لتحسين المؤشرات الاقتصادية وضمان استدامة السياسات المالية المتوازنة.
كما سلط الشوربجي الضوء على الدور الحاسم للصحافة الوطنية في مصر في دعم قضايا الأمة ورفع الوعي ومكافحة التضليل. وأكد على العلاقة القوية والمحترمة بين وزارة المالية والهيئة، معربًا عن أمله في استمرار التعاون البناء في المستقبل.