الإستدامة

الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تقود الطريق في تطوير المدن الذكية المستدامة

 

تبرز منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كقائد عالمي في التنمية الحضرية المستدامة، حيث تقود دول رئيسية بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية مشاريع تحويلية لتلبية متطلبات التحضر المتزايدة. وبحلول عام 2030، من المتوقع أن يعيش 60٪ من سكان المنطقة في المناطق الحضرية، مما يدفع إلى استثمارات كبيرة في مبادرات المدن الذكية.

في الإمارات العربية المتحدة، تسلط المشاريع الرائدة مثل مدينة مصدر ومطار زايد الدولي الضوء على التزام الدولة بالابتكار والاستدامة. كانت مدينة مصدر، مركز التقنيات النظيفة والتصميم المستدام، في طليعة هذه الجهود لأكثر من 15 عامًا. وفقًا لمحمد البريكي، المدير التنفيذي للتنمية المستدامة في مدينة مصدر، يركز التطوير على مشاريع الطاقة الصفرية الصافية وتعزيز التعاون عبر الصناعات مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة والتكنولوجيا الزراعية.

وتتقدم المملكة العربية السعودية بأجندة رؤيتها 2030 من خلال مشاريع واسعة النطاق، بما في ذلك نيوم، وهي مدينة صديقة للبيئة تبلغ مساحتها 26500 كيلومتر مربع تعمل بالطاقة النظيفة بالكامل ومصممة لتكون خالية من السيارات. وقد اختارت المملكة 17 مدينة، تمثل 72٪ من سكانها، للقيام بمشاريع حضرية ذكية تهدف إلى تحسين الاستدامة وتعزيز جودة الحياة.

وتنضم دول أخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أيضًا إلى الدفع نحو التنمية الحضرية الذكية. حيث تدمج مدينة لوسيل في قطر المباني الحاصلة على تصنيف GSAS والمناظر الطبيعية الخضراء والبنية التحتية الذكية، في حين تتوافق مدينة السلطان هيثم في سلطنة عمان مع رؤية عمان 2040 من خلال الطاقة الشمسية ومحطات تحويل النفايات إلى طاقة والتخطيط الحضري المتقدم لـ 100000 نسمة.

وسيتم تسليط الضوء على هذه التطورات في قمة الطاقة العالمية المستقبلية 2025 القادمة، المقرر عقدها في الفترة من 14 إلى 16 يناير في مركز أبو ظبي الوطني للمعارض (ADNEC). وستتضمن الفعالية، التي تستضيفها مصدر، مؤتمراً ومعرضاً متخصصاً في المدن المستدامة يسلطان الضوء على التقدم الذي أحرزته المنطقة في مجال التنمية الحضرية الذكية ودورها في معالجة تحديات الاستدامة العالمية.

وتشير الأبحاث التي أجرتها شركة فروست آند سوليفان إلى أن الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وحدهما ستستثمران 50 مليار دولار في مشاريع المدن الذكية بحلول عام 2025. وتعد أبوظبي، التي تم الاعتراف بها ضمن أفضل 10 مدن ذكية في مؤشر المدن الذكية لعام 2024، ودبي، بمبادرة “دبي ووك” المخصصة للمشاة، من المساهمين الرئيسيين في هذا النمو.
سيجمع مؤتمر المدن المستدامة قادة الحكومات ومخططي المدن ومبتكري التكنولوجيا لاستكشاف التطورات في تحسين الطاقة وإدارة النفايات والتصميمات المقاومة للمناخ. ستغطي المناقشات المتخصصة مواضيع مثل المباني المعرفية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي والاستراتيجيات لتعزيز مرونة المجتمع.

ومن بين المتحدثين الدكتور يوانيس سبانوس من إكسبو سيتي دبي، وكاميلو سيرو من الجامعة الأمريكية في الشارقة، وديما السروري من اللجنة العليا للتخطيط الحضري في المملكة العربية السعودية. كما سيضم المؤتمر رؤى من خبراء في شركة سيمنز أدفانتا للاستشارات ووزارة الإسكان والتخطيط الحضري في سلطنة عمان.

تعد مبادرة المدن المستدامة جزءًا من أجندة أوسع نطاقًا في قمة الطاقة العالمية المستقبلية، والتي ستتناول مجالات رئيسية مثل الطاقة الشمسية والتمويل الأخضر والتنقل الإلكتروني. ويؤكد الحدث على ريادة منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في دفع التنمية الحضرية المبتكرة والمستدامة على نطاق عالمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى حصري