أزمة الطاقة العالمية تسرع عجلة نمو قطاع الطاقة الشمسية حول العالم
مع تفاقم أزمة الطاقة العالمية و ارتفاع أسعار الوقود و الغاز عالميا وجدت كثير من الدول حاجتها في استخدام الطاقة الشمسية لتخفيف فاتورة الوقود كجزء من الحل في مواجهة الاستمرار المتزايد لأسعار الوقود والغاز والذي بدأ في سبتمبر الماضي بسبب عودة الحياه الطبيعة بعد انتهاء جائجة كورونا و بعدها تضاعف مع بداية الأزمة بين روسيا و اوكرانيا.
وهنا نسرد بعض الأمثلة:
قامت إيطاليا بتركيب 433 ميجاوات من الطاقة الشمسية في الربع الأول من هذا العام لتتجاوز قدرتها التراكمية 23 جيجاوات بنهاية شهر مارس الماضي.
في حين قامت النمسا بمضاعفة استخدامها للطاقة الشمسية في نهاية 2021 ليصل اجمالي الاضافات للطاقة الشمسية بنهاية عام 2021 ل 740 ميجاوات.
و استطاعت ألمانيا كذلك باستغلال الطاقة الشمسية بتركيب مايقارب 2.5 جيجاواط في الأشهر الأربعة الأولى فقط من هذا العام لتصل إجمالي قدرات الطاقة الشمسية الكهروضوئية ل 58.8 جيجاوات بنهاية أبريل. حيث كان منها 517 ميجاوات قدمتها الدولة على شكل حوافز وماتبقى من هذه القدرة فقد قامت الدولة بتركيبها.
و على الرغم من ارتفاع تكاليف أسعار المنظومات الطاقة الشمسية قي قطاع المباني في الهند ارتفع بنسبة 17% إلا أن نسبة تركيبات أنظمة الطاقة الشمسية على الأسطح في الهند زادت بنسبة 34٪ على أساس سنوي في الربع الأول من عام 2022 أي مايقدر ب 456 ميجاوات. لتصل بذلك فقط القدرة التراكمية للطاقة الشمسية في قطاع المباني فقط في الهند ل 7.6 جيجاوات بحلول 31 مارس.
والجدير بالذكر أن أزمة الطاقة جعلت بعض الدول في المنطقة تسرع اجراءت بعض التصريحات لبناء محطات الطاقة الشمسية كما هو الحال في لبنان. فعلى سبيل المثال نهاية الشهر الماضي صادقت الحكومة اللبنانية على 11 ترخيصا لبناء محطات طاقة شمسية في مناطق مختلفة في البلاد بقدرة اجمالية تصل ل 165 ميجاوات بالرغم من أن هذه التراخيص تعتبر جزءًا من مناقصة للطاقة الشمسية بقدرة 180 ميجاوات أطلقتها الحكومة في يناير 2017.
و باعتقادي لو توفرت البيانات الدقيقة عن كمية الاضافات للطاقة الشمسية خلال الأشهر الأخيرة في بقية الدول في عالمنا العربي خصوصا الدول التي تعاني من أزمة المشتقات النفطية و انقطاع التيار الكهربائي كاليمن وسوريا و السودان ولبنان والعراق لوجدنا أن هناك بالفعل نمو كبير وملحوظ في الطلب على الطاقة الشمسية في هذه البلدان والذي يلجأ إليه المواطنون بشكل مباشر و بدون أي حوافز مالية من الدولة كونها الحل الوحيد المتوفر لديهم لمواجهة أزمة الطاقة التي تعاني منها بلدانهم منذ سنوات.