الأردن تحتل المرتبة الأولى عربياً من حيث القدرة المركبة لمصادر الطاقة المتجددة التي تبلغ 27 في المائة من مزيج الطاقة الكهربائية
شهد قطاع الطاقة المتجددة في الأردن نقلة نوعية ، حيث زادت مساهمة الطاقة المتجددة بنسبة 27 في المائة من الطاقة الكهربائية المولدة في المملكة حتى نهاية عام 2022 ، مقابل 1 في المائة عام 2014.
وبحسب بيانات رسمية ، فإن الأردن قد احتل العام الماضي المرتبة الأولى عربياً من حيث القدرة المركبة لمصادر الطاقة المتجددة التي تبلغ 27 في المائة من الطاقة الكهربائية المولدة في المملكة ، كما احتل المرتبة الثالثة بعد مصر والمغرب من حيث كمية الطاقة المنتجة.
و قد وصل إجمالي كمية الطاقة الكهربائية المولدة من مشاريع الطاقة المتجددة في الأردن حوالي 6.2 تيراواط ساعة ، و يتطلع الأردن إلى إنتاج حوالي 50 في المائة من الطاقة الكهربائية المولدة في عام 2030 ، وهذا يأتي لطموح الأردن ليصبح مركزًا إقليميًا لإنتاج الطاقة الخضراء ، بالاستفادة من وفرة مصادر الطاقة المتجددة والموقع المركزي للأردن في منتصف منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
و في اطار هذا الطموح ، يسعى الأردن لتنفيذ عدد من مشاريع الربط الكهربائي مع بعض دول مجاورة ليكون بمثابة حلقة الوصل بين دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومستقبلا مع الدول الأوروبية ، وذلك لتزويد أوروبا بالطاقة الخضراء من المشاريع التي ستبنى في بلدان عديدة في المنطقة.
كان هذا الاقتراح محور عدد من الاجتماعات الأردنية الأوروبية بقيادة وزارة الطاقة الأردنية للتعاون مع الجانب الأوروبي من خلال دعم هذا المشروع ، وسط تأكيدات أردنية بأن مثل هذه المشاريع تحقق التكامل بين الدول الشريكة من خلال تزويدها بالطاقة المتولدة من الطاقة المتجددة. بتكاليف منخفضة نسبيًا ، ناهيك عن أنها تعن امكانية تزويدها بالهيدروجين الأخضر المنتج لبلدان شمال البحر الأبيض المتوسط.
وبالإضافة إلى ذلك فإن مصادر الطاقة المتجددة ستساهم في تحقيق التزامات هذه الدول بخفض انبعاثات الكربون من أجل الحفاظ على البيئة وتقليل تأثير غازات الاحتباس الحراري على تغير المناخ.
وفي ظل رؤية التحول لتحقيق 50% من مزيج الطاقة و استعدادًا لهذه الخطوة ، يسعى الأردن إلى تحويل شبكة الكهرباء الوطنية إلى شبكة ذكية وإيجاد حلول لتخزين الطاقة وذلك لاستيعاب النقلة النوعية التي تم تحقيقها البلد في مجال الطاقة المتجددة واستعداد لزيادة السعات الإجمالية لمنظومات ومحطات الطاقة الشمسية في الشبكة الكهربائية.
وبحسب تصريحات مدير الطاقة المتجددة في وزارة الطاقة الأردنية فإن الأردن استفاد من موقعه الجغرافي لتعزيز مصادره المحلية من الطاقة النظيفة في إطار استراتيجية وطنية تواكب التوجه العالمي نحو الطاقة الخضراء كطاقة المستقبل.
في إطار سعي الأردن لتعزيز فرصه في أن يصبح مركزا إقليميا لإنتاج الطاقة الخضراء ، ومن أجل تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي تعمل وزارة الطاقة على إعداد ومراجعة الاستراتيجية الوطنية لدراسة إمكانيات العمل على الهيدروجين وماهي الفرص المتاحة لاستخدامه في قطاع الطاقة.
الجدير بالذكر أن الأردن من البلدان العربية التي تشجع على الاستثمار المحلي في منظومات الطاقة الشمسية حيث تستثمر الشركات العالمية في مشاريع عديدة في الأردن لإنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة ، وخاصة الطاقة الشمسية ، بالاضافة أن الحكومة الأردنية تقدم لمواطنيها إعانات تصل إلى 30 في المائة من تكلفة أنظمة توليد الكهرباء المخصصة للمنازل وتزود الأسر المحرومة بهذه الأنظمة مجانًا.
وتعد نموذج مشرف يحتذى به في قطاع دعم وتحفيز المشاريع حيث نفذت الحكومة برنامجًا قامت بموجبه بتزويد 160 مدرسة حكومية و 600 مبنى بأنظمة توليد الطاقة الشمسية غير المشاريع التي نفذت لإنارة المساجد وغيرها من المنشأت في القطاع العام والخاص.
و يأتي سعى الأردن ، المحروم من موارد الطاقة التقليدية، إلى تعزيز واستغلال مصادر الطاقة المتجددة لتقليل أعباء فاتورة النفط التي بلغت خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2022 نحو 4.2 مليار دولار ، بحسب بيانات دائرة الإحصاء الأردني.