في مجال أبحاث الطاقة، تحتل الدول المنتجة للنفط مركز الصدارة في العالم العربي، ولا سيما في مصادر الطاقة المتجددة والطاقة النووية والوقود الأحفوري، وفي حين تتصدر المملكة العربية السعودية ومصر من حيث الإنتاج الهائل، بالنظر إلى حجم السكان، تبرز قطر والإمارات العربية المتحدة كأكثر الناشرين إنتاجاً في الموضوعات المتعلقة بالطاقة.
وقد رفعت الدول العربية حصتها العالمية من البحوث المتعلقة بتكنولوجيا الوقود الأحفوري الأنظف إلى 3.3%، وهو إنجاز ملحوظ لمنطقة يهيمن عليها كبار منتجي النفط والغاز. يتميز العراق بأسرع معدل نمو في البلدان التي لديها أكثر من 1000 منشور حول الطاقة من عام 2012 إلى عام 2019، ويشهد ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 530٪ في الإنتاج العلمي.
وعلى الرغم من النمو الإقليمي، لا يزال الإنفاق على البحوث في معظم البلدان العربية أقل من 1% من الناتج المحلي الإجمالي، مع استثناءات في مصر (0.96% في عام 2021، ارتفاعًا من 0.53% في عام 2011) والإمارات العربية المتحدة (1.50% في عام 2021، ارتفاعًا من 0.49% في عام 2011)، وتساهم الدول العربية، التي تضم 5.3% من سكان العالم، بنسبة 1.2% فقط من الإنفاق العالمي على الأبحاث.
يسلط تقرير اليونسكو للعلوم (2021) الضوء على المساهمات الكبيرة للمنطقة العربية في موضوعات الطاقة الرئيسية، مع التركيز على تكنولوجيا الوقود الأحفوري الأنظف والمضاعفة الملحوظة للإنتاج العلمي في مجالات الطاقة المتجددة من عام 2012 إلى عام 2019. ويشمل ذلك التقدم في الطاقة الشمسية الكهروضوئية وتوربينات الرياح والتكنولوجيات، والوقود الحيوي، والكتلة الحيوية، وتقنيات الشبكات الذكية.
تقود الدول العربية، وخاصة المملكة العربية السعودية والجزائر ومصر والمغرب والعراق، الأبحاث العالمية في مجال الطاقة الشمسية الكهروضوئية، مما يظهر نموًا كبيرًا. وتبرز دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال تقنيات توربينات الرياح، إذ تساهم بأكثر من 7% من الناتج العلمي العالمي في هذا المجال.
ومع ظهور أهداف طموحة للطاقة المتجددة، تحدد دول مثل مصر والمغرب وتونس والكويت وعمان استراتيجيات لتقديم مساهمات كبيرة. ويؤكد تقرير اليونسكو على الدور المحوري للبحث العلمي في توجيه الدول العربية نحو اتجاهات السياسة الخضراء، لا سيما في مجال تقنيات الشبكات الذكية والنقل المستدام.
كما يسلط التقرير الضوء على الاهتمام المتزايد بأبحاث تحلية المياه، والذي زاد بنسبة 50% بين عامي 2012 و2019. وتبدو الجهود المبذولة لجعل تحلية المياه “أكثر مراعاة للبيئة” واضحة، حيث تمثل محطة تحلية المياه التي تعمل بالطاقة الشمسية في المملكة العربية السعودية بالقرب من مدينة الخفجي مثالاً رائداً.
ويمتد السرد إلى تنمية المدن المستدامة في الجزائر ومصر والمملكة العربية السعودية والأردن، بما يتماشى مع الالتزام الأوسع بالطاقة المتجددة. وبفضل رؤى اليونسكو، تبحر الدول العربية على الطريق نحو مستقبل مستدام وقائم على الابتكار، مع تحول منظمات مثل البنك الإسلامي للتنمية بنشاط نحو العلوم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.