الطاقة الخضراء في السعودية ستؤدي إلى خفض تكاليف الكهرباء بمقدار 30 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2030
يمكن أن يؤدي تحول المملكة العربية السعودية من الطاقة النفطية إلى الطاقة المتجددة إلى خفض تكاليف الكهرباء السنوية بمقدار 30 مليار دولار بحلول عام 2030، وفقًا لأحد كبار المسؤولين التنفيذيين في شركة S&P Global.
وفي حديثها خلال جلسة نقاش في مؤتمر أسواق رأس المال السعودية 2024 الذي استضافته الشركة في الرياض، سلطت مديرة تصنيفات البنية التحتية وتمويل المشاريع صوفيا بن سعيد الضوء على الأهداف الطموحة للمملكة المتمثلة في توليد 50 في المائة من الكهرباء المتجددة بحلول عام 2030 وصافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2060.
وفي حين تعتقد بن سعيد أن الهدف قابل للتحقيق، فقد أثارت مخاوف بشأن التنفيذ، حيث تتطلب الخطة إضافة أكثر من 20 جيجاوات من مصادر الطاقة المتجددة سنويا حتى عام 2030، بإجمالي 130 جيجاوات في ست سنوات.
وأضافت: “بمجرد الوصول إلى 130 جيجاوات، ستنخفض فاتورة الكهرباء السنوية للمملكة بنحو 30 مليار دولار”.
وخلال الجلسة نفسها، أوضحت مديرة تصنيفات الشركات في وكالة S&P Global روان عويدات أنه من المتوقع أن تحافظ شركات النفط الوطنية في المنطقة على نفقات رأسمالية مرتفعة ولكن مع نمو متواضع مقارنة بمستويات 2022-2023.
وقالت عويدات: “نقدر أن المنطقة وشركات النفط الوطنية ستنفق في المجمل ما يتراوح بين 110 و115 مليار دولار سنويا، في المتوسط، على الأقل حتى عام 2026”.
ومع ذلك، فإن التوقف المؤقت لتوسيع القدرات مؤخرًا، مثل تلك الموجودة في المملكة العربية السعودية، يثير مخاوف بشأن رؤية التدفق النقدي، خاصة لشركات خدمات حقول النفط.
ويمكن أن يترجم ذلك إلى مقاييس ائتمانية أعلى لشركات خدمات حقول النفط في المملكة العربية السعودية.
علاوة على ذلك، سلط المؤتمر الضوء على التركيز المزدوج للمملكة على الأقسام غير النفطية ومبادرات الطاقة المتجددة.
وتقود الاستثمارات الحكومية التوسعات في القطاعات غير النفطية، والتي من المتوقع أن تستمر دون معدل النمو البالغ 5%.
وتزدهر مجالات مثل السياحة والمنتجات الاستهلاكية والرعاية الصحية والاتصالات، مدعومة بالاتجاهات الديموغرافية وأسعار النفط المواتية.
من جانبها قالت تاتجانا ليسكوفا، المدير المساعد لتصنيفات الشركات في ستاندرد آند بورز جلوبال: “سيستمر تغذيتها بالاستثمارات العامة، لكنها مدعومة أيضًا بالاتجاهات الضخمة أيضًا في المملكة العربية السعودية، مثل النمو السكاني”. فهي “مواتية نسبيا، وأسعار النفط تساعد أيضا بطبيعة الحال”.
ومضت قائلة إن القطاعات التي يحركها المستهلك “ستستمر في الازدهار”، مضيفة: “إن الإنفاق الاستهلاكي ينمو، وهو يتوسع، ولكن مستويات التضخم المحدودة نسبيًا مقارنة ببعض الأجزاء الأخرى من العالم تساعد أيضًا بقية دولنا التنافسية”. الضغوط”.
وأوضحت ليسكوفا أيضًا التوقعات الإيجابية لمختلف القطاعات في المملكة العربية السعودية، مثل الصناعات التي يحركها المستهلك مثل الرعاية الصحية، والتي تزدهر بسبب اتجاهات الإنفاق المتزايدة ومعدلات التضخم المنخفضة نسبيًا.
كما أشارت ليسكوفا إلى أن قطاع الاتصالات “حقق أداءً جيدًا حقًا خلال السنوات القليلة الماضية”، مضيفة: “تواصل شركات الاتصالات الاستثمار في البنية التحتية لشبكة الجيل الخامس (5G) التي تتميز باستهلاك بيانات الهاتف المحمول، وبالإضافة إلى ذلك، فإنها تعمل أيضًا على تطوير الكثير من الشركات الرقمية غير الرمزية.”
بالإضافة إلى ذلك، خلال جلسة نقاش أخرى، أكدت مديرة التصنيفات السيادية في S&P Global ذهبية جوبتا على خطة رؤية 2030 الطموحة للمملكة العربية السعودية لتحقيق تحول اجتماعي واقتصادي كبير.
وأشارت كذلك إلى أن التكاليف الكبيرة المرتبطة بمختلف المشاريع الكبيرة في ظل هذه الرؤية تقدر بنحو تريليون دولار أو أكثر.
وأضافت: “ما نراه الآن هو أن إجمالي إصدارات صندوق الاستثمارات العامة وديون الحكومة سيصل إلى نحو 250 مليار دولار من 2024 إلى 2030، أي نحو 35 مليار دولار من الإصدارات السنوية. هذا رقم مطلق كبير جدًا، خاصة عندما تأخذ في الاعتبار أن معظم هذا التمويل سيتم من خلال (مصادر) خارجية.
وعلى الرغم من إصدار الديون الكبيرة، أشار جوبتا إلى أن المملكة العربية السعودية ستظل في وضع صافي أصول “مريح” يبلغ حوالي 47 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2027، مضيفًا: “حتى بحلول عام 2030، سيبلغ حوالي 30 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي”.
وبدعم من صندوق الاستثمارات العامة، يعكس هذا التوقع أن الحكومة لن تنفذ سوى جزء من رؤية 2030، في حين ستساهم أيضًا كيانات أخرى، مثل القطاع الخاص والمستثمرين الأجانب.
وفقًا لأحدث تقرير صادر عن S&P Global في 6 مايو، من المتوقع أن تظل أصول الحكومة السعودية قوية وسط جهود التنويع الاقتصادي المستمرة التي تهدف إلى تقليل اعتماد المملكة على النفط.
وقد يؤدي إصدار الديون المتزايدة لتمويل مشاريع رؤية 2030 إلى ممارسة ضغط على صافي أصول المملكة العربية السعودية حتى نهاية العقد.