أخبارالإستدامةالهيدروجين وتخزين الطاقةتقاريرتقنيات اخرىحقائقطاقة الرياح

هل تتمكن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من تحقيق هدف 75 جيجاوات من الطاقة الشمسية بحلول 2030؟

تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA) تطورًا مذهلاً في قطاع الطاقة المتجددة، حيث يتوقع أن تصل قدرة الطاقة الشمسية المركبة في المنطقة إلى 75 جيجاوات بحلول نهاية العقد الحالي، إذا تم تنفيذ المشاريع الحالية بالكامل. هذه الزيادة الكبرى في القدرة الإنتاجية للطاقة الشمسية تواكب التوجهات العالمية نحو تحقيق أهداف الطاقة المستدامة والتخفيف من آثار التغير المناخي.

ملامح مستقبل الطاقة الشمسية في المنطقة

يعد تقرير “آفاق الطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2025” الصادر عن “دي آي آي ديزرت إنرجي” من أهم الوثائق التي تقدم رؤية واضحة للمستقبل. وفقًا للتقرير، فإن القدرة الإجمالية للطاقة المتجددة في المنطقة ستصل إلى 131 جيجاوات بحلول 2030 إذا تم تنفيذ جميع المشاريع قيد الإنشاء أو التطوير، بما في ذلك الطاقة الشمسية، التي تشكل جزءًا كبيرًا من هذه الطموحات.

Image: Dii Desert Energy

أبرز الدول الرائدة في مشاريع الطاقة الشمسية

تعد دولة الإمارات العربية المتحدة في طليعة الدول التي تسعى لتحقيق هذه الأهداف، حيث تجاوزت قدرتها الشمسية 5 جيجاوات حتى الآن، بينما تواصل كل من السعودية ومصر التقدم في هذا المجال. المملكة العربية السعودية، على وجه الخصوص، تستحوذ على أكبر عدد من المشاريع في خططها المستقبلية، مثل مشروع “الشهبا 2” للطاقة الشمسية بقدرة 2 جيجاوات الذي يجري تنفيذه حاليًا.

التحديات والفرص في تحقيق أهداف 2030

على الرغم من الإنجازات الملموسة في مشاريع الطاقة الشمسية في المنطقة، إلا أن التحدي الأكبر الذي يواجه تحقيق أهداف 2030 هو الحاجة لتخطيط وتنفيذ 40 جيجاوات إضافية من الطاقة الشمسية في السنوات الخمس المقبلة. في المقابل، يحتاج قطاع طاقة الرياح إلى تنفيذ 23 جيجاوات أخرى لمواكبة الطموحات المعلنة.

أهداف الطاقة المتجددة في دول MENA

تتفاوت الأهداف الوطنية للدول في المنطقة، حيث تخطط السعودية لتحقيق ما بين 100 إلى 130 جيجاوات من الطاقة المتجددة بحلول 2030، مما يشكل نحو نصف طموحات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. أما الأردن فقد أتمت نحو 80% من هدفها، بينما تسعى عمان لتحقيق هدفها البالغ 3.8 جيجاوات بنهاية 2028.

استراتيجيات تقليل التكلفة وزيادة التصنيع المحلي

يشير التقرير إلى أن تكلفة الطاقة الشمسية شهدت انخفاضًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، مما ساعد على تسريع نشر هذه التكنولوجيا في المنطقة. كما أصبح تصنيع مكونات الطاقة المتجددة داخل المنطقة أحد المحاور الرئيسية في الاستراتيجيات المستقبلية، مما يعزز فرص النمو الاقتصادي المحلي ويوفر وظائف جديدة.

المستقبل المشرق للطاقة الشمسية في  MENA

إذا استمرت المنطقة في تسريع تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة، فإنها ستكون في وضع قوي لتحقيق أهدافها الطموحة بحلول 2030. إن الابتكار في تكنولوجيا الطاقة الشمسية، إلى جانب التكلفة المنخفضة والتوسع في المشاريع الضخمة، يمثل الطريق الأمثل للمضي قدمًا في هذا المجال. والآن، أصبحت المشاريع التي تتجاوز السعة القياسية المعتادة (جيجاوات) هي “المعيار الجديد” في المنطقة.

الخلاصة

إن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق هدف 75 جيجاوات من الطاقة الشمسية بحلول 2030، ولكن يتطلب ذلك المزيد من التخطيط والتنفيذ السريع للمشاريع. مع تعزيز قدرات التصنيع المحلي وتكامل تقنيات الطاقة المتجددة، يمكن للمنطقة أن تصبح نموذجًا يحتذى به في التحول نحو مصادر الطاقة المستدامة.

م. نادية مهدي

مهندسة كهرباء. خبيرة معتمدة من مؤسسة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية في إدارة أنظمة الطاقة، حاصلة على درجة الماجستير في هندسة الكهرباء، أسعى لنشر الوعي وإثراء المحتوى المتخصص في مجال كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة في العالم العربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى حصري